استشهاد الصحفي حسن أصليح: رصاصة الاحتلال تُخرس صوت الحقيقة
استشهاد الصحفي حسن أصليح: رصاصة الاحتلال تُخرس صوت الحقيقة

في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافة الفلسطينية، استشهاد الصحفي حسن أصليح خلال تغطيته الميدانية للأحداث في قطاع غزة. كان حسن من الأصوات الحرة التي آثرت أن تكون في الصفوف الأمامية، ناقلًا الحقيقة من قلب الميدان، قبل أن تغتاله آلة الحرب الإسرائيلية في وضح النهار.

من هو الصحفي حسن أصليح؟

حسن أصليح صحفي فلسطيني شاب من قطاع غزة، عُرف بشجاعته وجرأته في تغطية الأحداث الساخنة، وخاصة في المناطق الحدودية. عمل لصالح عدة وكالات إعلامية عربية ودولية، وبرز بصوته الواضح وعدسته التي لا تخاف، في نقل معاناة الفلسطينيين تحت الحصار والعدوان.

كان حسن مثالًا للصحفي المقاوم، الذي لا يُثنيه الخطر ولا تهديدات الاحتلال عن أداء رسالته الإنسانية. وقد ارتبط اسمه بعدد من التقارير المصورة التي وثقت لحظات القصف والدمار، وصور الضحايا، ومعاناة الأسر الفلسطينية المنكوبة.

لحظة الاستهداف: جريمة موثقة على الهواء

استشهاد حسن أصليح لم يكن في الخفاء، بل جرى توثيقه بالكاميرات. ففي أثناء تغطيته للغارات الإسرائيلية على محافظة خان يونس، وبينما كان يرتدي السترة الصحفية والخوذة، أُصيب برصاصة مباشرة في الجزء العلوي من جسده. ورغم محاولات إسعافه، فارق الحياة بعد دقائق من إصابته.

الصحفيون في الميدان أكدوا أن موقعه كان مكشوفًا لقوات الاحتلال، وأنه لم يكن هناك أي وجود لمسلحين قربه، ما يثبت أن الجريمة كانت متعمدة، وأن الهدف كان إسكات الصوت الفلسطيني.

حسن أصليح… شهيد الحقيقة والصورة

لم يكن حسن مجرد ناقل أخبار، بل كان شاهدًا على الجرائم اليومية بحق المدنيين. كاميرته كانت سلاحه، وصوته كان أداة للمقاومة. وقد خلدت عدسته مئات الصور التي توثق الانتهاكات، وتفضح الرواية الإسرائيلية الزائفة أمام العالم.

وقد نعاه زملاؤه بكلمات مؤثرة، مؤكدين أن حسن لم يكن مجرد زميل، بل أخًا يحمل رسالة الكلمة الحرة، وأن فقدانه هو خسارة للصحافة الفلسطينية وللإنسانية جمعاء.

ردود الفعل العربية والدولية

أثار خبر استشهاد حسن أصليح موجة واسعة من الغضب والتنديد على المستويين الشعبي والرسمي. فقد أصدرت منظمات إعلامية عربية ودولية بيانات شجب واستنكار، أبرزها:

  • نقابة الصحفيين الفلسطينيين: اعتبرت الجريمة دليلًا واضحًا على استهداف الصحفيين العمد.
  • مراسلون بلا حدود: طالبت بفتح تحقيق دولي مستقل حول اغتيال حسن أصليح.
  • الجامعة العربية: دعت إلى حماية الصحفيين الفلسطينيين، ومحاسبة الجناة أمام محكمة الجنايات الدولية.

إحصائيات صادمة: الإعلام في مرمى الاحتلال

بحسب تقارير حقوقية، فإن استهداف الصحفيين أصبح سياسة ممنهجة لدى الاحتلال. فمنذ بداية العدوان الأخير على غزة، قُتل أكثر من 50 صحفيًا، معظمهم أثناء تغطيتهم المباشرة للغارات.

الصحافة الفلسطينية… صوت لا يُقهر

رغم الألم والخسائر، تستمر الصحافة الفلسطينية في أداء رسالتها. فكلما غاب صحفي شهيد، ظهر آخر يكمل المسيرة. وما فعله حسن أصليح سيبقى نبراسًا يهتدي به زملاؤه، الذين أقسموا على أن لا يسكتوا، وأن يوصلوا صوت الضحية مهما بلغت التضحيات.

تحليل قانوني: هل تُصنف الجريمة كجريمة حرب؟

وفقًا للقانون الدولي الإنساني، فإن استهداف الصحفيين في مناطق النزاع يُعد جريمة حرب، خاصة إذا كانوا يرتدون زيًا يُعرّفهم بوضوح، كما حدث مع حسن أصليح. ولهذا، تطالب منظمات حقوقية بإدراج هذه الجريمة ضمن ملف التحقيقات التي تُعرض على محكمة الجنايات الدولية.

خلاصة: حسن أصليح… رحل الجسد وبقيت الكلمة

استشهاد الصحفي حسن أصليح ليس مجرد رقم يُضاف إلى قائمة الضحايا، بل هو قصة نضال إنساني وصحفي، اختار أن يكون في الصفوف الأمامية لينقل الحقيقة. لقد خسرناه، لكن صوره، وتوثيقاته، وشهاداته، ستبقى شاهدة على بشاعة الاحتلال، وعلى عظمة الرسالة الصحفية التي لا تموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *