وفاة المستشار شعبان الشامي.. قاضي إعدامات الإخوان يرحل بعد مسيرة قضائية مثيرة للجدل

في صباح يوم الأحد الموافق 11 مايو 2025، توفي المستشار شعبان عبد الرحمن الشامي، أحد أبرز القضاة في تاريخ القضاء المصري الحديث، عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد رحلة طويلة مع المرض ومسيرة قضائية امتدت لما يقرب من خمسة عقود. ويعد شعبان الشامي من الأسماء التي ارتبطت بأكثر القضايا السياسية حساسية في مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو.

من هو شعبان الشامي؟

شَعبان الشامي وُلد في عام 1953، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1975 بتقدير جيد جدًا. بدأ حياته المهنية في النيابة العامة عام 1976، قبل أن ينتقل إلى منصة القضاء ويترقى في المناصب حتى أصبح من قضاة محكمة استئناف القاهرة. واشتهر خلال مسيرته القضائية بتوليه قضايا ذات طابع سياسي وطائفي أثارت اهتمام الرأي العام.

أبرز القضايا التي تولّاها المستشار شعبان الشامي

1. قضية “اقتحام السجون”

كان شعبان الشامي أول قاضٍ في تاريخ مصر يحيل أوراق رئيس سابق، محمد مرسي، إلى مفتي الجمهورية تمهيدًا للإعدام، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”اقتحام السجون”، والتي شملت كذلك قيادات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين.

2. قضية “التخابر مع حماس”

أصدر حكمًا بالسجن المؤبد على محمد مرسي وقيادات بالجماعة، متهمًا إياهم بالتخابر مع جهات أجنبية بغرض الإضرار بالأمن القومي المصري.

3. قضايا الفتنة الطائفية

أشرف على التحقيق في قضايا حساسة مثل الفتنة الطائفية في الزاوية الحمراء وقضية كنيسة المسرة في شبرا، إضافة إلى أحداث عنف في محافظة الفيوم، ما عزز من سمعته كقاضٍ لا يخشى التصدي للملفات الشائكة.

“قاضي إعدامات الإخوان”.. لقب أثار الجدل

لقّب الإعلام المصري والدولي المستشار شعبان الشامي بـ”قاضي إعدامات الإخوان”، وذلك بسبب الأحكام الصارمة التي أصدرها بحق قيادات جماعة الإخوان بعد 2013. وبينما اعتبره البعض رمزًا لاستعادة هيبة الدولة، انتقده آخرون بشدة متهمين إياه باستخدام القضاء في تصفية خصوم سياسيين.

وفاته وردود الأفعال

توفي المستشار شعبان الشامي فجر الأحد، بعد تدهور حالته الصحية. وقد نعاه العديد من رموز القضاء، فيما أثارت وفاته تفاعلات متباينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين من رأى فيه قاضيًا نزيهًا واجه الإرهاب، ومن اتهمه بترسيخ “عدالة انتقائية”.

إرث شعبان الشامي القضائي

مهما اختلفت الآراء حول المستشار شعبان الشامي، يبقى اسمه محفورًا في ذاكرة المصريين كأحد أكثر القضاة تأثيرًا في المشهد السياسي بعد 2011. وقد شهدت جلسات محاكمته لمحمد مرسي وقيادات الإخوان تغطية إعلامية محلية ودولية واسعة، ما جعله محط أنظار الرأي العام.