استشهاد محمد السنوار: نهاية "رجل الظل" وشقيق يحيى السنوار في غزة
استشهاد محمد السنوار: نهاية "رجل الظل" وشقيق يحيى السنوار في غزة

في تطور خطير يعكس التصعيد المتواصل في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلنت مصادر إعلامية وعسكرية استشهاد محمد السنوار، أحد أبرز قيادات كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وشقيق القائد العام للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، وذلك بعد استهداف نفق في منطقة خان يونس من قبل الطيران الإسرائيلي.

النبأ شكل صدمة في الأوساط الفلسطينية والعربية، كونه يمس أحد الرموز العسكرية الغامضة في هيكلية حماس، والذي لطالما عرف بلقب “رجل الظل” نظراً لسرّيته العالية وندرة ظهوره الإعلامي.

❗ من هو محمد السنوار؟

محمد السنوار ليس اسماً عادياً في سجل القادة العسكريين في غزة، بل يُعد من الشخصيات المحورية في كتائب القسام، وقد وُصف بأنه اليد اليمنى لشقيقه يحيى السنوار، ويُعتقد أنه كان يلعب دوراً مباشراً في التخطيط الميداني للعمليات النوعية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية.

ولد محمد السنوار في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وترعرع في ظل الاحتلال، حيث انخرط مبكرًا في صفوف المقاومة الفلسطينية. وتدرّج في السلم التنظيمي داخل حماس وكتائب القسام، حتى أصبح أحد أبرز العقول الأمنية والعسكرية في الحركة.

❗ تفاصيل استشهاد محمد السنوار

أكدت مصادر متعددة، منها الإعلام الإسرائيلي ووسائل إعلام فلسطينية، أن محمد السنوار استشهد مع مجموعة من مساعديه داخل نفق جرى قصفه بشكل مكثف من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي في منطقة خان يونس.

وتقول التقارير إن عملية الاغتيال تمت بعد عملية استخباراتية معقدة، شاركت فيها أجهزة الأمن الإسرائيلية، وجرى تنفيذها بناء على معلومات استخباراتية دقيقة حول موقعه وتحركاته.

الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان رسمي أنه “نجح في تصفية هدف نوعي”، دون أن يسميه مباشرة، لكن تسريبات لاحقة أكدت أن الحديث يدور عن محمد السنوار.

❗ صدمة في صفوف حماس… ورد متوقع

رغم أن حركة حماس لم تصدر بيانًا رسميًا حتى لحظة كتابة هذا المقال يؤكد أو ينفي استشهاد محمد السنوار، إلا أن مصادر مطلعة داخل القطاع أكدت صحة الأنباء، مشيرة إلى أن تكتماً متعمداً يسود قيادة الحركة بشأن الإعلان.

في المقابل، يتوقع مراقبون أن حماس سترد بقوة على اغتيال السنوار، خصوصاً أن العملية تمس القيادة العليا للحركة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في العمليات العسكرية المتبادلة.

❗ لماذا يشكل محمد السنوار هدفًا مهمًا لإسرائيل؟

استهداف محمد السنوار ليس عبثياً، بل يعكس استراتيجية إسرائيل في كسر البنية القيادية للمقاومة. فبحسب مصادر إسرائيلية، كان السنوار أحد أبرز المخططين للعمليات التي استهدفت قوات الاحتلال خلال الحرب الجارية.

كما أن العلاقة التي تربطه بشقيقه يحيى السنوار جعلته هدفاً استراتيجياً، في محاولة لإحداث شرخ في منظومة القيادة والسيطرة داخل حماس، خاصة في ظل نجاح الحركة في مواصلة التنسيق والرد رغم الحصار والهجمات المكثفة.

❗ تأثير استشهاد السنوار على مجريات الحرب في غزة

لا شك أن استشهاد محمد السنوار سيترك أثراً بالغاً على الأداء الميداني للمقاومة في غزة، خاصة أنه كان مسؤولاً عن ملفات أمنية معقدة. إلا أن طبيعة هيكلة كتائب القسام، المعتمدة على التنظيم اللامركزي والبدائل القيادية، قد تُمكّنها من امتصاص الضربة بسرعة.

من جهة أخرى، من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا في الردود العسكرية من جانب حماس، بما في ذلك استخدام صواريخ بعيدة المدى أو تنفيذ عمليات نوعية في العمق الإسرائيلي، كرد مباشر على استشهاد قائد بهذا الحجم.

❗ الإعلام الإسرائيلي يحتفل… ولكن بحذر

رغم الاحتفاء الواضح في الإعلام الإسرائيلي بما سُمي “الإنجاز الاستخباراتي”، إلا أن نبرة القلق لم تغب عن التحليلات، خاصة مع إدراك تل أبيب أن اغتيال شخصية بحجم محمد السنوار قد يؤدي إلى رد فعل عنيف، ويزيد من تماسك الصف الفلسطيني في مواجهة العدوان.

كما أن التوقيت يأتي في ظل ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لوقف الحرب، مما قد يعقّد المشهد السياسي والعسكري.

❗ العالم يراقب… والميدان يشتعل

في ظل صمت رسمي من بعض الأطراف الدولية، تتصاعد الدعوات الحقوقية إلى فتح تحقيق في الغارات الإسرائيلية على الأحياء المدنية في غزة، والتي أودت بحياة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وتترافق عملية اغتيال محمد السنوار مع حملة عسكرية ضارية تشنها إسرائيل على خان يونس ورفح، مما يثير مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا وتدهور الوضع الإنساني.

❗ هل انتهى رجل الظل… أم بدأ فصلاً جديدًا؟

برحيل محمد السنوار، تفقد حماس أحد أبرز عقولها العسكرية والأمنية، لكن إذا علّمنا التاريخ شيئًا عن المقاومة الفلسطينية، فهو أنها لا تتوقف عند القادة، بل تُعيد إنتاج ذاتها من تحت الركام.

وقد يكون استشهاد السنوار شرارة لفصل جديد أكثر تصعيدًا في معركة الإرادات بين المقاومة والاحتلال، فالميدان وحده هو من سيكتب المشهد النهائي.

One thought on “استشهاد محمد السنوار: نهاية “رجل الظل” وشقيق يحيى السنوار في غزة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *