Imageالقمة العربية الـ34 في بغداد… ما لم يُعرض على الشاشات!
القمة العربية الـ34 في بغداد… ما لم يُعرض على الشاشات!

في 17 مايو 2025، تحولت أنظار العالم العربي إلى العاصمة العراقية بغداد، حيث احتضنت فعاليات القمة العربية الـ34 بمشاركة عدد كبير من القادة والزعماء العرب، إضافة إلى حضور لافت لضيوف دوليين. جاءت هذه القمة في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية حساسة تمر بها المنطقة، مما منحها أهمية استثنائية.

❗ القمة العربية في بغداد: دلالة الزمان والمكان

احتضان بغداد لـ القمة العربية 2025 ليس مجرد اختيار بروتوكولي، بل يحمل رمزية كبيرة في ظل سعي العراق لاستعادة دوره المحوري في المنظومة العربية. بعد سنوات من الاضطرابات، عادت بغداد لتكون مركزاً للحوار العربي، حاملة شعار القمة: “حوار، تضامن، تنمية”.

هذا الشعار لم يكن مجرد عنوان شكلي، بل عكس بشكل دقيق أولويات المرحلة المقبلة، التي تتطلب تجاوز الخلافات وتعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة التحديات المتعددة.

❗ الحضور البارز في القمة العربية الـ34

شهدت القمة حضوراً قوياً من الزعماء العرب، يتقدمهم:

  • الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
  • أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
  • الرئيس الفلسطيني محمود عباس

كما شارك فيها ممثلون عن جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، إلى جانب حضور دولي لافت مثل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ما أعطى القمة بعداً دولياً يعكس أهمية القضايا المطروحة.

❗ أبرز الملفات على طاولة القمة العربية

ناقشت القمة العربية في دورتها الـ34 عدداً من الملفات الحيوية، يمكن تلخيصها في المحاور التالية:

1. القضية الفلسطينية والعدوان على غزة

تصدّرت القضية الفلسطينية جدول الأعمال، خصوصاً في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكد القادة العرب دعمهم الكامل لخطة القاهرة لإعادة إعمار غزة، إلى جانب المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وتفعيل آليات الدعم العربي السياسي والمالي للفلسطينيين.

2. الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب

أعادت القمة التأكيد على مركزية مفهوم الأمن القومي العربي، في مواجهة التهديدات المتصاعدة مثل الإرهاب، الميليشيات المسلحة، والتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

3. الأزمات الإقليمية: سوريا، السودان، اليمن، وليبيا

ناقشت القمة تطورات الأزمات المتواصلة في سوريا، السودان، اليمن وليبيا، مع التأكيد على دعم الحلول السياسية الشاملة، ورفض تقسيم الدول أو زعزعة استقرارها تحت أي مبرر.

4. الملفات الإقليمية الساخنة

برزت ملفات مثل احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، وتدخلات تركيا في شمال العراق، بالإضافة إلى ملف سد النهضة الذي يمس الأمن المائي لمصر والسودان. وأكدت الدول العربية على ضرورة احترام سيادة الدول ورفض أي تدخل خارجي.

5. قضايا التنمية والتغير المناخي

ناقشت القمة العربية أيضًا قضايا التنمية المستدامة، الأمن الغذائي والمائي، والتغير المناخي، باعتبارها تحديات استراتيجية تهدد مستقبل الأجيال القادمة، وتتطلب تنسيقًا عربيًا جادًا لمواجهتها.

❗ إعلان بغداد: مخرجات حاسمة وتوصيات هادفة

في ختام أعمال القمة، صدر “إعلان بغداد”، الذي تضمن مجموعة من المواقف والتوصيات تمثل خارطة طريق للعمل العربي المشترك، من أبرزها:

  • دعم القضية الفلسطينية كأولوية أولى للعرب.
  • الالتزام بوحدة وسيادة الدول العربية ورفض التدخلات الخارجية.
  • تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية بين الدول العربية.
  • إطلاق مبادرات تنموية ومناخية مشتركة.
  • الدعوة إلى عقد قمة اقتصادية استثنائية لبحث ملفات الفقر والبطالة.

❗ لماذا تعتبر القمة العربية الـ34 مفصلية؟

تكمن أهمية هذه القمة في أنها أتت في مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة، حيث تعاني العديد من الدول من اضطرابات داخلية، وأزمات اقتصادية خانقة، إلى جانب تحديات جيوسياسية عالمية. ومن هنا، فإن توصل القادة العرب إلى مواقف موحدة يعكس نضجًا دبلوماسيًا متقدمًا، ورغبة حقيقية في تجاوز الخلافات لمصلحة الشعوب.

❗ مستقبل العمل العربي بعد قمة بغداد

بعد نجاح القمة العربية في بغداد، تلوح في الأفق فرص واعدة لتحقيق تكامل اقتصادي عربي، خاصة في مجالات الطاقة، التجارة، الأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي. إلا أن التنفيذ يبقى التحدي الأبرز، ما يتطلب آليات متابعة وتنسيق حثيثة بين الدول الأعضاء.

كما أن الرغبة الجماعية في إنشاء منظومة عربية قادرة على حماية المصالح المشتركة لن تتحقق دون التزام سياسي حقيقي، وإصلاح شامل لمنظومة العمل العربي، بما يتناسب مع تطلعات الشعوب العربية.

لقد أثبتت القمة العربية الـ34 في بغداد أن وحدة الصف العربي ممكنة عندما تتوفر الإرادة السياسية والرؤية المستقبلية. فالمواقف الموحدة التي خرج بها القادة تعكس إدراكًا جماعيًا لحجم التحديات، وضرورة العمل العربي المشترك لمواجهتها.

إنها لحظة تاريخية يمكن أن تكون نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للمنطقة العربية، شريطة أن تتحول التوصيات إلى خطوات عملية على أرض الواقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *