
تشهد اليمن تطورات متسارعة على الصعيدين السياسي والعسكري، حيث يستمر الصراع بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي وجماعة الحوثيين، ما يعقد المشهد العام في البلاد. ومع دخول عام 2025، تزايدت التحديات الإنسانية، في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والصحية، ما يفرض ضغوطًا إضافية على الشعب اليمني.
الوضع العسكري: معارك متواصلة واستراتيجية متغيرة
في الأشهر الأخيرة، شهدت جبهات القتال اشتباكات عنيفة، لا سيما في مأرب وشبوة وتعز. تمكنت قوات الجيش الوطني من تحقيق بعض التقدم في مناطق متفرقة، مدعومة بغارات جوية للتحالف العربي، بينما استمرت الميليشيات الحوثية في شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مناطق استراتيجية.
أبرز التطورات العسكرية تشمل:
- تقدم الجيش الوطني في مأرب: حيث تمكن من استعادة بعض المواقع التي كانت تحت سيطرة الحوثيين.
- تصاعد هجمات الحوثيين بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية: مستهدفةً مواقع حكومية ومنشآت نفطية.
- تحركات عسكرية دولية: حيث كثّفت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي جهودها للحد من تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.
الوضع السياسي: مبادرات سلام متعثرة
على الصعيد السياسي، شهد العام الجديد محاولات جديدة لإحياء عملية السلام، برعاية الأمم المتحدة، إلا أن المفاوضات لا تزال تواجه عقبات كبيرة بسبب تعنت الأطراف المتصارعة. بعض النقاط البارزة:
- جهود أممية جديدة: قدمت الأمم المتحدة مبادرة لوقف إطلاق النار، لكن الأطراف المتنازعة لم تصل إلى اتفاق نهائي بعد.
- الضغوط الدولية: زادت الضغوط من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الحوثيين للقبول بحل سياسي، مع التهديد بفرض عقوبات جديدة.
- تصاعد الخلافات الداخلية: داخل الحكومة الشرعية، مما أثر على فاعلية اتخاذ القرارات.
الوضع الإنساني: أزمة متفاقمة
مع استمرار الصراع، يعاني اليمنيون من أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. وتشمل الأزمات الرئيسية:
- نقص الغذاء والمياه: حيث يواجه الملايين خطر المجاعة بسبب تعطل سلاسل الإمداد الغذائي.
- انهيار القطاع الصحي: مع استمرار تفشي الأمراض وندرة الأدوية والمستلزمات الطبية.
- أزمة النازحين: حيث تضاعف عدد النازحين بسبب القتال، ما يزيد من الضغط على المنظمات الإغاثية.
التحديات الاقتصادية: انهيار العملة وارتفاع الأسعار
يواجه الاقتصاد اليمني تحديات غير مسبوقة، مع تراجع قيمة الريال اليمني وارتفاع أسعار السلع الأساسية. يضاف إلى ذلك نقص الوقود، مما يؤثر على مختلف القطاعات، بما في ذلك النقل والإنتاج الزراعي والصناعي.