
في أمسية كروية مثيرة ضمن الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني، واجه أتلتيكو مدريد خصمه الطموح ريال بيتيس على ملعب سيفيتاس متروبوليتانو. كان الجميع يتوقع تفوق كتيبة دييغو سيميوني على الورق، لكن الشوط الأول كشف مفاجأة مدوية عندما تقدم ريال بيتيس بهدف نظيف مستغلاً خطأ دفاعيًا فادحًا من مدافع أتلتيكو. في هذا التحليل، نستعرض أبرز أحداث الشوط الأول، الأداء الفني، والقراءات التكتيكية التي أثرت على سير المباراة.
❗ بداية نارية لبيتيس: هدف مفاجئ في الدقيقة الرابعة
جاءت انطلاقة المباراة سريعة، لكن لم يكن أحد يتوقع أن يُفتتح التسجيل بهذه السرعة. ففي الدقيقة الرابعة، تسبب خوسيه ماريا خيمينيز، مدافع أتلتيكو مدريد، في تسجيل هدف بالخطأ في مرماه بعد ارتباك دفاعي أمام ضغط هجومي قوي من لاعبي بيتيس. هذه البداية قلبت الموازين، وأعطت الفريق الأندلسي دفعة معنوية كبيرة جعلته يدخل أجواء اللقاء بثقة أكبر.
❗ بيتيس يفرض إيقاعه: استحواذ وتوازن دفاعي
رغم أن أتلتيكو مدريد معروف بسيطرته على مجريات اللعب على أرضه، إلا أن ريال بيتيس أظهر شخصية قوية في الشوط الأول. بلغت نسبة الاستحواذ 52% لصالح بيتيس مقابل 48% لأتلتيكو، ما يعكس رغبة بيتيس في عدم الاكتفاء بالدفاع، بل المبادرة أيضًا باللعب المنظم والاستحواذ الآمن على الكرة.
لم يتوقف بيتيس عند الهدف، بل واصل الضغط على مناطق أتلتيكو، مستغلًا البطء النسبي في تحركات خط الدفاع، وأظهر تماسكًا كبيرًا في خطوطه الخلفية، مما صعب المهمة على أصحاب الأرض في اختراق مناطقه.
❗ أتلتيكو مدريد بلا أنياب: هجوم عقيم ومحاولات باهتة
بالرغم من المحاولات العديدة لأتلتيكو مدريد في الشوط الأول، إلا أن الفريق فشل في استثمار الكرات العرضية والركلات الركنية التي حصل عليها. نفذ الفريق المدريدي 10 ركلات ركنية مقابل 3 فقط لبيتيس، لكنه لم يتمكن من ترجمة أي منها إلى أهداف.
الملاحظ أيضًا أن النجاعة الهجومية كانت غائبة. رغم تسديد الفريق لـ10 كرات على المرمى، إلا أن التهديد الفعلي كان محدودًا، والسبب يعود إلى البطء في التحول من الدفاع للهجوم، وسوء التمركز داخل منطقة الجزاء.
❗ تألق وسط ميدان بيتيس: مفاتيح السيطرة
السر الحقيقي وراء تفوق ريال بيتيس في الشوط الأول يعود إلى أداء خط الوسط الذي قام بدور محوري في عملية الاستحواذ، وقطع الكرات، وشن المرتدات. اللاعب ويليام كارفاليو كان حاضرًا بقوة في كل التحولات، وكان الرابط الفعّال بين الدفاع والهجوم.
كما كان للاعب إيسكو دور كبير في التوزيع الذكي للكرات والتحكم في نسق اللعب، حيث استطاع إبطاء الرتم أو تسريعه حسب ظروف المباراة، الأمر الذي أزعج كتيبة سيميوني التي بدت غير قادرة على فرض أسلوبها المعتاد.
❗ قراءة فنية وتكتيكية: كيف تفوق بيتيس على سيميوني؟
يُحسب لمدرب ريال بيتيس، مانويل بيليغريني، قراءته الممتازة للمباراة من البداية. اعتمد على الضغط العالي في أول 15 دقيقة، مستهدفًا ارتباك خط الدفاع المدريدي، وهو ما أتى ثماره بهدف مبكر. بعد ذلك، تحوّل بيتيس إلى خطة دفاعية منظمة، مع الاعتماد على المرتدات السريعة.
أما دييغو سيميوني، فقد بدا مرتبكًا بعض الشيء، واعتمد بشكل كبير على الكرات العرضية دون وجود كثافة هجومية كافية داخل منطقة جزاء بيتيس، ما سهل المهمة على المدافعين.
❗ الإحصائيات لا تكذب: ماذا تقول الأرقام عن الشوط الأول؟
- نسبة الاستحواذ: بيتيس 52% – أتلتيكو 48%
- عدد التسديدات: بيتيس 24 – أتلتيكو 10
- التسديدات على المرمى: 3 لكل فريق
- الركلات الركنية: أتلتيكو 10 – بيتيس 3
- التمريرات الناجحة: بيتيس 300 – أتلتيكو 415
هذه الأرقام تُظهر أن بيتيس لم يكن أقل من أتلتيكو لا فنيًا ولا تكتيكيًا، بل تفوق عليه في صناعة الفرص والتعامل مع الضغط.
❗ ردود فعل الجماهير والمحللين
بعد نهاية الشوط الأول، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات جماهير أتلتيكو الغاضبة من الأداء الباهت، في حين أشادت جماهير بيتيس بروح الفريق وتنظيمه الدفاعي. المحللون الرياضيون أجمعوا على أن بيتيس قدم شوطًا أول ممتازًا على جميع المستويات، وأظهر شخصية تنافسية ضد أحد كبار الليغا.
❗هل يعود أتلتيكو في الشوط الثاني؟
تبقى الأنظار معلقة على ما سيقدمه أتلتيكو مدريد في الشوط الثاني، وهل سيتمكن دييغو سيميوني من تعديل الأوضاع وإعادة فريقه إلى المباراة؟ أم أن بيتيس سيواصل تفوقه ويحقق فوزًا ثمينًا خارج قواعده؟
السيناريوهات مفتوحة، لكن المؤكد أن الشوط الأول كان درسًا حقيقيًا لأتلتيكو في أهمية التركيز والانضباط منذ البداية.
❗ مفاجأة بيتيس تكتب عنوان الشوط الأول
قد لا يكون الفوز حُسم في الشوط الأول، لكن بلا شك، فإن أداء ريال بيتيس ضد أتلتيكو مدريد كان عنوانًا للشجاعة والانضباط التكتيكي. وإذا استمر بيتيس بهذا المستوى، فقد نشهد في قادم الأسابيع منافسًا حقيقيًا على المراكز الأوروبية.