مسؤول أممي يتهم إسرائيل: "تمارس تجويعاً قسرياً في غزة"... والعالم مطالب بالتحرك فورًا
مسؤول أممي يتهم إسرائيل: "تمارس تجويعاً قسرياً في غزة"... والعالم مطالب بالتحرك فورًا

في واحدة من أكثر التصريحات الأممية صراحة وإدانة، أعلن مسؤول بارز في الأمم المتحدة أن إسرائيل تمارس “تجويعاً قسرياً” ضد سكان غزة، محذرًا من أن هذه الأفعال تشكل جريمة حرب مكتملة الأركان. هذا التصريح يأتي في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والماء. فما تفاصيل هذا الاتهام الأممي؟ وما حجم الكارثة التي يعيشها الفلسطينيون هناك؟ وهل يتحرك المجتمع الدولي قبل فوات الأوان؟

إسرائيل والتجويع القسري: اتهام مباشر من الأمم المتحدة

في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن ما يجري في غزة لا يمكن وصفه إلا بأنه “تجويع قسري”، في إشارة إلى أن القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات قد أدت إلى تفاقم الجوع بين السكان.

“نرى الغذاء متكدسًا على الحدود، بينما يموت الأطفال جوعًا على الجهة الأخرى… هذا سلوك لا يمكن تبريره”، قال فليتشر في تصريحاته التي أثارت ردود فعل واسعة.

وتُعدّ هذه أول مرة يخرج فيها مسؤول رفيع في الأمم المتحدة بتوصيف قانوني واضح يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية، مؤكدًا أن هذه السياسة تتنافى مع جميع الأعراف الدولية واتفاقيات جنيف.

أوضاع إنسانية كارثية في غزة تحت الحصار الإسرائيلي

منذ أكثر من 230 يومًا من الحرب المستمرة على غزة، يعيش أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في ظروف مأساوية. فوفق تقارير الأمم المتحدة:

  • أكثر من 90% من سكان غزة يعانون من نقص غذائي حاد.
  • نصف الأطفال في شمال القطاع يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم.
  • آلاف العائلات تعيش على وجبة واحدة في اليوم – وأحيانًا لا شيء.
  • المواد الغذائية مخزنة في المعابر، إلا أن الجيش الإسرائيلي يعيق إدخالها.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن غزة أصبحت فعليًا “المنطقة الأكثر جوعًا على وجه الأرض”.

الأمم المتحدة: ما يحدث في غزة يرقى لـ “الإبادة الجماعية”

لم يتوقف الأمر عند توم فليتشر. فقد أطلق مايكل فخري، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، تحذيرات خطيرة، مؤكدًا أن:

“إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح في غزة، وهذا يدخل في نطاق الإبادة الجماعية.”

وأضاف أن منع دخول المواد الغذائية والمياه والدواء هو تكتيك مدروس لتدمير السكان المدنيين، وهي ممارسة محظورة تمامًا بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأكدت الأمم المتحدة أن استخدام التجويع كأداة في النزاعات المسلحة يعتبر جريمة حرب وفقًا للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

المجتمع الدولي في اختبار تاريخي: هل يستمر الصمت؟

وسط هذه الاتهامات الصادمة، تتوجه الأنظار نحو الدول الكبرى والهيئات الدولية، لا سيما الولايات المتحدة، بريطانيا، الاتحاد الأوروبي، الذين يواصلون دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا. فهل سيتحول الصمت الدولي إلى تواطؤ ضمني في الجريمة؟

العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية (أمنستي)، طالبت بفتح تحقيقات دولية عاجلة في ممارسات إسرائيل ضد المدنيين في غزة، وبخاصة سياسات التجويع والحصار.

هل يتحرك القضاء الدولي؟

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مؤخرًا مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتهم تشمل:

  • استخدام التجويع كسلاح حرب.
  • الاستهداف المتعمد للمدنيين.
  • ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

ويُعد هذا التحرك القضائي غير مسبوق، وقد يكون الخطوة الأولى لمحاسبة المسؤولين عن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في القرن الحالي.

أرقام مرعبة من داخل غزة

إليك بعض الإحصاءات التي تكشف حجم الكارثة الإنسانية:

المؤشرالقيمة
عدد سكان غزة المتضررين من الجوعأكثر من 2 مليون
نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد50%
عدد الشاحنات التي سمح بدخولها مؤخرًاأقل من 30% من الاحتياج اليومي
نسبة محلات الخبز التي أُغلقتأكثر من 80%
الأسر التي تعيش على وجبة واحدة يوميًا65%

لماذا التجويع جريمة حرب؟

بحسب المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن استخدام التجويع المتعمد للسكان المدنيين يعد جريمة حرب عندما يُنفّذ:

  • بمنع المواد الغذائية الأساسية.
  • عبر منع دخول المساعدات الإنسانية.
  • باستخدام الجوع كوسيلة ضغط أو عقاب جماعي.

وهو ما تشير جميع الدلائل إلى أن إسرائيل تمارسه في قطاع غزة بشكل واضح وممنهج.

ما المطلوب الآن؟

في ظل هذه التطورات، بات واضحًا أن:

  • رفع الحصار عن غزة بشكل فوري لم يعد مطلبًا سياسيًا، بل ضرورة إنسانية عاجلة.
  • يجب أن يُسمح للمنظمات الإغاثية بالوصول الآمن إلى القطاع دون عوائق.
  • المجتمع الدولي يجب أن يتخذ موقفًا حاسمًا ضد استخدام الجوع كسلاح.

كما يجب على وسائل الإعلام العالمية تسليط الضوء على هذه الجريمة المستمرة، لكسر جدار الصمت والتعتيم.

خاتمة: هل تتكرر الإبادة في غزة؟

مع مرور الوقت واستمرار سياسة التجويع القسري في غزة، يبقى السؤال الكبير: هل يسمح العالم بتكرار سيناريوهات سوداء من التاريخ؟ هل ننتظر حتى تخرج تقارير المجاعة الجماعية ونرى صور الضحايا على الشاشات ثم نتحرك؟

لقد دقّت الأمم المتحدة ناقوس الخطر… والكرة الآن في ملعب العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *