(Getty Images)
22 دولة تطالب بفتح ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة.. وفرنسا وبريطانيا وكندا تلوّح بإجراءات صارمة ضد إسرائيل

في تحرك دولي متصاعد، دعت 22 دولة من بينها فرنسا، بريطانيا، وكندا، إلى السماح الفوري والغير مشروط بإدخال ممرات إنسانية إلى قطاع غزة، وسط تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين.

ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل

أصدرت الدول الثلاث الكبرى بيانًا مشتركًا، وصفت فيه الأوضاع في غزة بأنها “لا تُحتمل”، مؤكدة أن استمرار القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول الإمدادات الأساسية يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. وطالبت هذه الدول بالسماح “الكامل والفوري” بوصول المساعدات عبر جميع المعابر، دون عوائق سياسية أو عسكرية.

ولوّحت باريس ولندن وأوتاوا باتخاذ “إجراءات ملموسة” ضد إسرائيل في حال استمرار إغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات، دون تحديد ماهية تلك الإجراءات، مما يشير إلى إمكانية استخدام أدوات دبلوماسية أو اقتصادية للضغط على الحكومة الإسرائيلية.

إدخال محدود للمساعدات لا يفي بالغرض

وعلى الرغم من السماح مؤخرًا بدخول تسع شاحنات عبر معبر كرم أبو سالم للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين، أكدت الأمم المتحدة أن هذه المساعدات لا تُلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات. وأشارت إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا لتجنب الانهيار الكامل للنظام الصحي والمعيشي.

إسرائيل تدافع عن موقفها وتخطط للسيطرة على القطاع

من جانبها، برّرت إسرائيل هذه القيود كجزء من عملياتها العسكرية المستمرة ضد حركة حماس، مشيرة إلى أنها تهدف للضغط من أجل إطلاق سراح الأسرى وتسليم الأسلحة. وذكرت تل أبيب أنها تسعى إلى “تفكيك البنية العسكرية” لحماس، ما يستوجب، حسب تعبيرها، السيطرة الكاملة على القطاع.

إلا أن هذه الذرائع لم تقنع المجتمع الدولي، حيث اعتبرت العديد من العواصم الأوروبية أن إسرائيل تستخدم الحصار كأداة ضغط سياسي، مطالبين بفتح فوري ودائم للمعابر الإنسانية، بما يضمن تدفق الغذاء والدواء والوقود إلى المدنيين دون تمييز.

تحذيرات من مجاعة وكارثة صحية في غزة

في سياق متصل، أطلقت منظمات الإغاثة الدولية تحذيرات شديدة اللهجة من أن قطاع غزة يواجه خطر المجاعة الشاملة، مع نقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والأدوية. وأفادت تقارير بأن أكثر من 53 ألف فلسطيني قد لقوا مصرعهم منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، ما يفاقم من معاناة المدنيين ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية.

المجتمع الدولي بين التصعيد والدبلوماسية

يتجه المجتمع الدولي الآن إلى مرحلة حاسمة، حيث تتزايد الدعوات لاتخاذ خطوات عملية ضد استمرار الحصار، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتردي الأوضاع الإنسانية. وتبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى قدرة الدول الكبرى على فرض واقع جديد في غزة، يضمن الحد الأدنى من الكرامة والحق في الحياة لسكانها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *