هدنة على شفير الانفجار: مفاوضات سرية بين إسرائيل وحماس لوقف النار لمدة شهرين
هدنة على شفير الانفجار : مفاوضات سرية بين إسرائيل وحماس لوقف النار لمدة شهرين

في تطور دراماتيكي يعكس حالة الاحتقان المتصاعدة في الشرق الأوسط، كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة عن مفاوضات سرية بين إسرائيل وحماس تهدف إلى إقرار هدنة لمدة شهرين، وسط ضغوط دولية متزايدة لاحتواء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ووقف دوامة العنف التي تعصف بالمنطقة. ويأتي هذا التحرك بعد أشهر من التصعيد المتواصل الذي أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، ودمار واسع في البنية التحتية للقطاع المحاصر.

❗ مفاوضات حذرة: هل تلوح فرصة للتهدئة في غزة؟

أشارت التسريبات إلى أن الوساطة تجري برعاية مصرية وقطرية وأممية، وتتركز حول وقف إطلاق النار في غزة مقابل تسهيلات إنسانية ملموسة، تشمل فتح المعابر، وتوسيع دخول المساعدات، وتبادل جزئي للأسرى، وهو ما اعتبره بعض المراقبين “بداية ممكنة” لإعادة ترتيب الأوراق في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

لكنّ السؤال المحوري الذي يفرض نفسه هنا: هل تشكل هذه الهدنة القصيرة فعلاً مدخلاً إلى سلام مستدام؟ أم أنها مجرد استراحة محارب تسبق جولة جديدة من التصعيد؟

❗ النقاط الأساسية في مقترح الهدنة بين إسرائيل وحماس

بحسب مصادر قريبة من مجريات التفاوض، فإن بنود الهدنة المؤقتة تتضمن:

  1. وقف شامل ومتبادل لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس لمدة 60 يوماً.
  2. إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة بإشراف الأمم المتحدة.
  3. فتح جزئي للمعابر الحدودية، لا سيما معبر رفح وكرم أبو سالم، لتسهيل حركة البضائع والمصابين.
  4. تبادل إنساني للأسرى يشمل أسرى مدنيين لدى الطرفين.
  5. السماح بإعادة تشغيل بعض البنى التحتية الحيوية، كالكهرباء والمياه، داخل القطاع.
  6. وقف التحريض الإعلامي من الطرفين خلال فترة الهدنة.

❗ إسرائيل: موافقة مشروطة وتحفظات أمنية

رغم أن إسرائيل لم تصدر بياناً رسمياً حتى الآن، إلا أن تسريبات من داخل الكابينت الإسرائيلي تفيد بوجود موافقة مبدئية مشروطة على المقترح، بشرط تحقيق عدة مطالب، أهمها:

  • ضمان وقف كامل لإطلاق الصواريخ من غزة خلال فترة الهدنة.
  • الحصول على معلومات موثوقة بشأن مصير الجنود الإسرائيليين المفقودين في القطاع.
  • عدم استغلال حماس للهدنة في إعادة التسلح أو حفر الأنفاق.

❗ وقد أكد مسؤول أمني إسرائيلي لوسائل إعلام محلية:

“نحن ندرس كل المقترحات بعناية، لكن أمن إسرائيل هو الأولوية، ولن نسمح بأي تهدئة تعود لتشكل تهديداً لاحقاً”.

❗ حماس: التزام مشروط وطلب لرفع الحصار

في المقابل، أبدت حركة حماس استعداداً للتعامل الإيجابي مع مبادرة الهدنة، لكنها وضعت عدداً من الشروط الأساسية للموافقة عليها، أبرزها:

  • رفع جزئي للحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
  • إدخال المواد الطبية والوقود والمستلزمات الأساسية.
  • ضمانات دولية بعدم خرق الاتفاق من الجانب الإسرائيلي.
  • إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال من المعتقلات الإسرائيلية كخطوة حسن نية.

وأكد مصدر قيادي في حماس أن الحركة “لا تسعى إلى تصعيد، لكنها لن تقبل بتهدئة مجانية لا تنهي معاناة سكان القطاع.”

❗ الوسطاء الدوليون: ضغوط مكثفة وخيارات محدودة

تتحرك كل من مصر وقطر والأمم المتحدة بشكل متسارع لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. حيث عقدت جولات من الاجتماعات المكثفة في القاهرة والدوحة، بمشاركة مبعوثين أمريكيين وأوروبيين، لمحاولة بلورة اتفاق قبل تفجر الأوضاع مجدداً.

ويرى محللون أن الدور المصري يبقى حاسماً، بحكم علاقاته المباشرة مع حماس من جهة، وتنسيقه الأمني مع إسرائيل من جهة أخرى، إضافة إلى سيطرته على معبر رفح الحيوي.

❗ التحديات التي تعيق نجاح الهدنة

رغم الجهود المتواصلة، إلا أن الاتفاق على هدنة بين إسرائيل وحماس لمدة شهرين يواجه عقبات كبيرة، أبرزها:

  • انعدام الثقة التاريخي بين الطرفين.
  • الانقسامات السياسية داخل إسرائيل، وضغوط اليمين المتطرف.
  • الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة، وتأثيره على وحدة القرار.
  • المخاوف من استغلال الهدنة لتقوية القدرات العسكرية.
  • غياب ضمانات دولية رادعة لخرق الاتفاق.

❗ الأزمة الإنسانية في غزة: عامل ضغط إضافي

لا يمكن تجاهل أن الوضع الإنساني في غزة يشكل عنصر ضغط كبير على الأطراف كافة. فمعاناة أكثر من مليوني إنسان داخل القطاع وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من الفقر، والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية. وتشير التقارير الدولية إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، في وقت يعيش فيه النظام الصحي على شفير الانهيار.

لذلك، فإن المجتمع الدولي يربط نجاح الهدنة بضرورة تقديم حلول إنسانية فورية تضمن حياة كريمة للمدنيين.

❗ ماذا بعد الهدنة؟

في حال تم توقيع الاتفاق، فإن الهدنة لمدة شهرين ستكون اختباراً فعلياً لمدى التزام الطرفين. وهناك عدة سيناريوهات محتملة:

  1. نجاح التهدئة وتمديدها لفترات أطول، ما يفتح الباب أمام مفاوضات أوسع تشمل ملفات جوهرية مثل إعادة الإعمار، ورفع الحصار، وتبادل الأسرى الشامل.
  2. فشل التهدئة وعودة التصعيد، وهو ما سيؤدي إلى جولة جديدة من الحرب، بأسوأ تداعياتها على المدنيين.
  3. تدخل أطراف إقليمية جديدة لدعم مسار التهدئة، مثل السعودية أو تركيا.

❗ مفترق طرق حاسم

تقف المنطقة الآن أمام مفترق طرق خطير، فإما أن ينجح المجتمع الدولي في تحقيق هدنة بين إسرائيل وحماس تؤسس لسلام دائم، أو تتجه الأمور نحو تصعيد كارثي لا تحمد عقباه. وبينما يترقب العالم نتائج هذه المفاوضات الدقيقة، يبقى الأمل قائماً بأن تنتصر لغة العقل على لغة البندقية، وأن يُمنح المدنيون في غزة وإسرائيل فرصة للتنفس بعد سنوات من المعاناة المستمرة.

2 thoughts on “هدنة على شفير الانفجار : مفاوضات سرية بين إسرائيل وحماس لوقف النار لمدة شهرين”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *