القناة 12 العبرية تكشف: الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترى فرصة ذهبية لإبرام صفقة تبادل مع حماس
القناة 12 العبرية تكشف: الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترى فرصة ذهبية لإبرام صفقة تبادل مع حماس

في تطور لافت يعكس تغيّر المزاج داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كشفت القناة 12 العبرية، إحدى أبرز القنوات الإخبارية في إسرائيل، عن أن الأجهزة الأمنية ترى حاليًا فرصة مناسبة لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وذلك في ظل التحولات المتسارعة في ميدان القتال والتقديرات السياسية الداخلية والخارجية.

هذا التقرير يأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث ما زالت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة متواصلة منذ أكتوبر 2023، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيين، وسط تزايد الضغط الداخلي الإسرائيلي للإفراج عن الجنود والمدنيين المحتجزين لدى حماس منذ 7 أكتوبر.

صفقة جديدة على الطاولة: لماذا الآن؟

بحسب التقرير العبري، فإن ضباطًا كبارًا في جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي، إضافة إلى مسؤولين في جهاز الموساد، يعتقدون أن الوقت الحالي يمثل “نافذة استراتيجية” للتفاوض، بسبب عوامل عدة، أبرزها:

  • تزايد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب أو على الأقل تخفيف حدّتها.
  • الورقة القوية التي تملكها حماس والمتمثلة في عشرات الجنود والمدنيين الإسرائيليين المحتجزين، والذين يُعتقد أن بعضهم أحياء حتى اللحظة.
  • تراجع قدرة إسرائيل على تحقيق “نصر حاسم” في غزة رغم الأشهر الطويلة من القصف والمجازر.
  • وجود وساطات فعّالة، أبرزها الوساطة المصرية والقطرية، وتحركات جديدة من قبل واشنطن.

تفاصيل ما جاء في تقرير القناة 12

ذكر التقرير أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية باتت أكثر استعدادًا لقبول شروط أقل تشددًا مما كانت تصر عليه سابقًا، بل إن بعض المصادر ألمحت إلى استعداد تل أبيب للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم قيادات بارزة من فصائل المقاومة.

كما أشار التقرير إلى أن هناك خلافًا داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جهة، وقيادات الجيش والشاباك من جهة أخرى. فبينما يفضل نتنياهو استمرار الضغط العسكري، ترى القيادات الأمنية أن الحل السياسي هو الأجدى في هذه المرحلة.

حماس: شروط واضحة وثابتة

من جهتها، أكدت حركة حماس مرارًا أنها لن تدخل في أي صفقة تبادل إلا بعد وقف العدوان الإسرائيلي بالكامل، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع. كما تطالب بإطلاق سراح قيادات فلسطينية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات والأسيرات والأطفال من سجون الاحتلال.

المحلل السياسي الفلسطيني حسن لافي علّق على هذا التطور بالقول:

“حماس تدرك جيدًا أهمية الورقة التي تملكها، ولن تتنازل عنها بسهولة، خصوصًا في ظل التغير في الخطاب الإسرائيلي الرسمي والأمني.”

كيف ينظر الشارع الإسرائيلي للأمر؟

الرأي العام الإسرائيلي بات أكثر تقبّلًا لفكرة صفقة التبادل، خاصة بعد فشل العملية العسكرية المستمرة في إعادة المختطفين، واستمرار سقوط القتلى والجرحى في صفوف الجنود.
وقد خرجت مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى، نظمها أهالي المحتجزين لدى حماس، مطالبين الحكومة بالتحرك الفوري لإعادتهم ولو بـ”صفقة مؤلمة”.

إحدى الأمهات قالت للقناة 13 العبرية:

“ابني ليس ورقة مساومة سياسية… نريده حيًا، وليس في نعش بسبب عناد السياسيين.”

أبعاد سياسية داخل إسرائيل

تشكّل قضية الأسرى والمفقودين نقطة ضعف حقيقية لحكومة نتنياهو، خصوصًا في ظل الانتقادات المتصاعدة من الداخل، والانقسامات الحادة في الائتلاف الحكومي. وتشير بعض التقارير إلى أن بعض وزراء الحكومة يعارضون بشدة فكرة إطلاق سراح “مخربين أيديهم ملطخة بالدماء”، في إشارة إلى المقاومين الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد.

في المقابل، الجيش الإسرائيلي يعترف ضمنيًا بعدم قدرته على الحسم الكامل في غزة، وأن الحل السياسي هو الطريق الأسرع والأقل تكلفة لإنهاء ملف المحتجزين.

الوساطات الدولية تدخل على الخط

تحدثت مصادر دبلوماسية عن أن الولايات المتحدة ومصر وقطر تلعب دورًا حيويًا في تهيئة الأجواء لإنجاز صفقة تبادل. وتحدثت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن اجتماعات سرية جرت مؤخرًا بين ممثلين من حماس ووسطاء دوليين في القاهرة، دون إعلان رسمي عن النتائج.

كما أشارت تقارير إلى أن مدير المخابرات المصرية عباس كامل قد نقل رسائل متبادلة بين الطرفين خلال الأسبوع الماضي، وأن “النقاش دخل مرحلة التفاصيل الفنية”.

صفقة شبيهة بصفقة شاليط؟

العديد من المراقبين يقارنون هذه التحركات بصفقة شاليط الشهيرة عام 2011، التي أُفرج فيها عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وفي حال تكررت الصفقة على نطاق أوسع، قد تشمل هذه المرة أضعاف هذا العدد، وهو ما قد يؤدي إلى تحوّلات استراتيجية في الساحة الفلسطينية.

ماذا يعني ذلك للفلسطينيين؟

إذا تم تنفيذ صفقة تبادل بالشروط التي تطالب بها حماس، فإن ذلك سيكون نصرًا سياسيًا ومعنويًا كبيرًا للمقاومة الفلسطينية، ورسالة قوية بأن الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة.

كما ستحمل الصفقة أبعادًا إنسانية مهمة لعائلات الأسرى الذين قضى كثير منهم عشرات السنين في السجون الإسرائيلية، ويعانون ظروفًا مأساوية.

هل نحن على أعتاب صفقة وشيكة؟

رغم الأجواء الإيجابية نسبيًا التي أشار إليها تقرير القناة 12، إلا أن الطريق لا يزال مليئًا بالعقبات السياسية والأمنية. ويبقى الحسم بيد القيادة السياسية في إسرائيل، التي ما زالت تتردد في تقديم “تنازلات كبيرة”، خشية من الغضب الشعبي من جهة، وضغوط الأحزاب اليمينية من جهة أخرى.

ومع ذلك، فإن تغير لهجة المؤسسة الأمنية لأول مرة منذ بدء الحرب يعطي مؤشرا على أن الأمور تسير نحو حل تفاوضي جزئي على الأقل.

2 thoughts on “القناة 12 العبرية تكشف: الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترى فرصة ذهبية لإبرام صفقة تبادل مع حماس”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *