"ورد من تحت الرماد".. قصة الطفلة التي نجت من نيران غزة وأبكت العالم
"ورد من تحت الرماد".. قصة الطفلة التي نجت من نيران غزة وأبكت العالم

في قلب الدمار والركام، وسط صرخات الألم ورائحة البارود، خرجت “ورد” من تحت الأنقاض تحمل اسمها برقة، وتواجه النيران بشجاعة. لم تكن مجرد طفلة، بل أصبحت رمزًا لمعاناة غزة، وصرخة إنسانية أيقظت ضمير العالم. إنها الطفلة “ورد جلال الشيخ خليل” التي نفضت الغبار عن جسدها المحترق وخرجت من مدرسة تحولت إلى نار مستعرة.

في هذا المقال، نستعرض القصة الكاملة للطفلة ورد، ونكشف تفاصيل المجزرة التي راح ضحيتها إخوتها، وكيف أصبحت صورتها وهي تهرب من النار أيقونة إنسانية مؤلمة، هزّت مواقع التواصل الاجتماعي وتصدرت محركات البحث العالمية.

من هي ورد جلال الشيخ خليل؟

“ورد جلال الشيخ خليل” هي طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 10 سنوات، كانت تقيم مع عائلتها في أحد أحياء مدينة غزة. مع تصاعد العدوان الإسرائيلي في مايو 2025، اضطرت عائلتها إلى النزوح نحو مدرسة “فهمي الجرجاوي” في حي الدرج، والتي كانت تأوي مئات النازحين.

لكن في ليلة دامية، تحوّلت المدرسة إلى هدف عسكري مباشر، حيث تم قصفها بغارة جوية عنيفة أسفرت عن مجزرة مروعة راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء، من بينهم 6 من إخوة ورد، فيما بقي والدها بين الحياة والموت في العناية المركزة.

تفاصيل المجزرة: قصف مدرسة تأوي نازحين

في 25 مايو 2025، عند الساعة الثالثة فجرًا، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة فهمي الجرجاوي بشكل مباشر، رغم أنها كانت مسجلة كمأوى إنساني للنازحين المدنيين. الغارة لم تترك مجالًا للهروب، وتسببت في حريق هائل داخل المدرسة، حيث حوصر مئات الأطفال والنساء بين اللهب والدخان.

الناجون وصفوا المشهد بأنه “جحيم حقيقي”، بينما التقطت عدسات الكاميرات لحظة خروج الطفلة ورد وهي تحاول الهروب من النيران، حافية القدمين، وثيابها ممزقة ووجهها مغطى بالغبار والدموع.

الصورة التي أبكت الملايين

انتشرت صورة ورد وهي تركض وسط الحريق بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا على منصة X (تويتر سابقًا)، حيث وصفها المغردون بأنها “الصورة التي تلخص معاناة غزة”.

الصحفي الفلسطيني “عبد القادر صباح” كتب تعليقًا على الصورة:

“لا يمكن تخيل أن هذه اللقطة ليست من فيلم خيال علمي. طفلة تخرج من النار باحثة عن الحياة، بعدما فقدت عائلتها كاملة”.

مغردون آخرون أطلقوا عليها لقب “طفلة النار” أو “وردة الجحيم”، مطالبين بتحقيق دولي عاجل في المجزرة، ومحاسبة الاحتلال على استهداف المدنيين.

ورد تصبح رمزًا إنسانيًا في الإعلام العالمي

بعد انتشار الصورة، تسابقت وكالات الأنباء العالمية مثل BBC، الجزيرة، ووكالة رويترز إلى نقل القصة، معتبرين أن مشهد ورد هو أبلغ من آلاف الكلمات.
الجزيرة خصصت تقريرًا بعنوان: “بين اللهب والجثث.. طفلة تبحث عن حياة في جحيم غزة”، وأبرزت القصة في نشرتها الرئيسية.

كما خصصت هيومن رايتس ووتش ومنظمات دولية أخرى تقاريرًا عاجلة تدين استهداف المدارس والملاجئ التي تأوي النازحين في غزة.

ورد تتحدث: “أين إخواني؟”

في مشهد مؤثر وثقته عدسة صحفي محلي، ظهرت ورد بعد إسعافها وهي تسأل الطواقم الطبية:

“وين راحوا إخوتي؟ ليش ما حدا عم يرد علي؟”

كان السؤال كفيلًا بإسكات الجميع، فالكل كان يعلم أنها الناجية الوحيدة من بين إخوتها السبعة.

الطفلة ورد، رغم الصدمة النفسية والجسدية، رفضت ترك غزة، وطلبت العودة إلى حيث دفن إخوتها. تقول الممرضة التي رافقتها:

“هذه الطفلة تملك شجاعة الكبار، لم تبكِ لنفسها بل كانت تبحث عن من ماتوا”.

رسالة ورد إلى العالم

إن كانت هناك رسالة واحدة من هذه الطفلة الناجية، فهي ببساطة: “أنقذوا الطفولة في غزة”.
كل من شاهد صورتها أدرك أن الحرب لا تفرّق بين مقاتل وطفل، وأن الضحايا الحقيقيين هم من لا يحملون سلاحًا سوى الأمل.

خاتمة

ورد لم تكن فقط ناجية من قصف، بل أصبحت شاهدًا حيًا على مأساة تتكرر كل يوم في غزة. صورتها ستبقى محفورة في ذاكرة الإنسانية كرمز للبراءة المحترقة تحت نار الصمت الدولي.

في عالم غابت عنه العدالة، ربما تكون صورة طفلة تحترق هي ما يعيد إنسانيتنا إلى الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *