
في تطور ميداني جديد يعكس تصاعد المواجهات في شمال قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – عن تنفيذ عملية نوعية في منطقة العطاطرة ببلدة بيت لاهيا، أسفرت عن مقتل وإصابة 10 جنود من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتأتي هذه العملية لتؤكد مجددًا قدرة المقاومة الفلسطينية على مفاجأة الجيش الإسرائيلي رغم الإمكانيات المحدودة والظروف الصعبة في غزة.
تفاصيل العملية النوعية في بيت لاهيا
بحسب بيان رسمي صادر عن كتائب القسام، فقد تم رصد قوة راجلة من جنود الاحتلال الإسرائيلي تتحرك في منطقة العطاطرة شمال بيت لاهيا، وهو موقع يشهد منذ أسابيع مواجهات شرسة. وفي لحظة محسوبة بدقة، قامت وحدة من مجاهدي القسام باستهداف القوة الإسرائيلية بقذيفة موجهة مضادة للأفراد، ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود ووقوع الآخرين بين إصابات خطيرة ومتوسطة.
البيان أوضح أن العملية نُفذت بعد رصد استخباراتي دقيق لتحركات العدو، في إطار استراتيجية القسام باستنزاف الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة في صفوف جنوده وآلياته.
رد فعل الاحتلال الإسرائيلي على عملية كتائب القسام
رغم أن الجيش الإسرائيلي لم يصدر حتى اللحظة بيانًا رسميًا حول هذه العملية النوعية، فإن وسائل إعلام عبرية تحدّثت عن وجود “خسائر كبيرة في صفوف الجنود” خلال اشتباكات في بيت لاهيا، ما يعزز رواية القسام ويشير إلى فعالية الكمائن التي تنفذها المقاومة الفلسطينية شمال القطاع.
كما لوحظت تحركات كثيفة للطائرات بدون طيار والاستطلاع في أجواء بيت لاهيا، إلى جانب قصف عشوائي طال عدة مناطق سكنية، في محاولة من الاحتلال للرد على الضربة المفاجئة.
السياق العسكري: تصعيد مستمر في شمال غزة
تشهد مناطق شمال قطاع غزة، خاصة بيت لاهيا والعطاطرة، تصعيدًا ميدانيًا غير مسبوق منذ أسابيع. وتُعد هذه العملية واحدة من عدة عمليات نوعية نفذتها كتائب القسام في المنطقة، إذ سبق أن أعلنت الحركة عن تفجير عبوات ناسفة بآليات إسرائيلية، واستهداف تجمعات للجنود في محيط مدرسة بيت لاهيا سابقًا.
ويبدو أن المقاومة اعتمدت تكتيكات جديدة في هذا التصعيد، تعتمد على العمل الميداني المباغت، والكمائن المزدوجة، والتنسيق بين وحدات المشاة والقذائف.
قدرات كتائب القسام وفعالية التكتيك الميداني
تؤكد هذه العملية على تطور القدرات الميدانية لكتائب القسام، رغم الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا. إذ تعتمد الكتائب على تكتيك حرب العصابات، والمباغتة، والكمائن المحكمة في بيئة حضرية معقدة.
الجدير بالذكر أن القسام نشرت في مرات سابقة مشاهد مصورة لعمليات تفجير أنفاق مفخخة وكمائن محكمة استهدفت جنود الاحتلال في مناطق متفرقة من شمال القطاع.
بيت لاهيا تتحول إلى ساحة مواجهة حاسمة
منطقة بيت لاهيا، الواقعة شمال قطاع غزة، باتت من أكثر المناطق اشتعالًا، حيث تحاول قوات الاحتلال تحقيق تقدم ميداني بهدف فصل شمال القطاع عن وسطه. إلا أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، حولت المنطقة إلى “مقبرة للغزاة” وفقًا لتعبير المقاتلين هناك.
وقد شهدت بيت لاهيا خلال الأيام الماضية استهدافًا مباشرًا للآليات الإسرائيلية بقذائف RBG وعبوات مضادة للدروع، إلى جانب هجمات على الأقدام طالت الجنود داخل المباني السكنية المدمرة.
المقاومة تؤكد استمرار العمليات: “المفاجآت لم تبدأ بعد”
كتائب القسام، عبر مصادرها الإعلامية، أكدت أن هذه العملية “ليست سوى بداية سلسلة من المفاجآت” التي أُعدت مسبقًا لقوات الاحتلال في شمال غزة. وأشارت إلى أن المجاهدين لا يزالون يتحركون بحرية داخل الميدان، مستفيدين من تضاريس المنطقة والبنية التحتية المعدّة مسبقًا.
كما دعت الكتائب وسائل الإعلام إلى “عدم تبني الرواية الإسرائيلية الكاذبة” بشأن التقدم الميداني، مشيرة إلى أن المقاومة ما زالت تسيطر ميدانيًا على مفاصل مهمة في بيت لاهيا.
الرسائل السياسية والأمنية للعملية
تحمل هذه العملية النوعية عدة رسائل في آنٍ واحد:
- للداخل الإسرائيلي: بأن غزة ما زالت قادرة على إيلام الاحتلال، وكسر أسطورته العسكرية.
- للشعب الفلسطيني: أن المقاومة لن تتخلى عن خيار المواجهة مهما كانت الظروف.
- للمجتمع الدولي: أن استمرار دعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة سيقابل بمزيد من التصعيد والمفاجآت.
الإعلام العبري يعترف: “كمائن غزة تُربك الجيش”
تناولت بعض الصحف العبرية مثل “يديعوت أحرونوت” و”هآرتس” تقارير حول فشل تكتيكات الجيش في التعامل مع الأنفاق والكمائن المفخخة، مشيرة إلى أن ما يجري في بيت لاهيا “يُعيد إلى الأذهان مشاهد مرعبة من حرب لبنان الثانية”.
ووصفت بعض القنوات الإسرائيلية بيت لاهيا بأنها “ساحة استنزاف حقيقية”، وسط ارتفاع في أعداد القتلى والجرحى في صفوف الجنود.
الوضع الإنساني في غزة يزداد تفاقمًا
في خضم التصعيد، لا تزال غزة تعاني من أزمة إنسانية خانقة. القصف الإسرائيلي المتواصل يستهدف المنازل والمرافق الحيوية، ويزيد من معاناة المدنيين الذين باتوا يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
وقد دعت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة، لكن الاحتلال يرفض حتى اللحظة السماح بدخول الإمدادات للعديد من المناطق المنكوبة.
خاتمة: كتائب القسام تفرض معادلة جديدة في بيت لاهيا
العملية النوعية التي أعلنت عنها كتائب القسام في بيت لاهيا لا تمثل فقط انتصارًا ميدانيًا، بل تؤسس لمعركة نفسية جديدة تهز ثقة الجنود الإسرائيليين بأنفسهم. فالمقاومة، التي تقاتل تحت الحصار، تُعيد رسم معادلات القوة في غزة، وتؤكد أن الخيار الوحيد أمام الاحتلال هو الانسحاب ووقف العدوان.
مع استمرار هذه النوعية من العمليات، يبدو أن بيت لاهيا ستبقى في واجهة الأحداث خلال الأسابيع القادمة، كساحة مواجهة حاسمة ومفتوحة بين الاحتلال والمقاومة.