مجزرة جديدة في غزة: 4 شهداء في استهداف إسرائيلي لمدنيين في جباليا وخان يونس
مجزرة جديدة في غزة: 4 شهداء في استهداف إسرائيلي لمدنيين في جباليا وخان يونس

في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، استشهد أربعة مواطنين فلسطينيين، بينهم طفل، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، نتيجة استهداف إسرائيلي مباشر لمناطق سكنية في جباليا شمال قطاع غزة، وخان يونس جنوبه. تأتي هذه الغارات في إطار التصعيد العسكري المستمر الذي تنفذه قوات الاحتلال ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، ما يثير تساؤلات حول صمت المجتمع الدولي واستمرار الكارثة الإنسانية في المنطقة.

تفاصيل القصف الإسرائيلي على جباليا

في ساعات الصباح الأولى، حلّقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء جباليا، قبل أن تستهدف مجموعة من المواطنين في شارع رئيسي داخل المخيم. وأدى القصف إلى استشهاد اثنين من الفلسطينيين على الفور، فيما نُقل عدد من الجرحى إلى مجمع الشفاء الطبي، بعضهم في حالات حرجة.

وأكد شهود عيان أن الطائرات أطلقت صاروخًا مباشرًا على تجمع للمدنيين، دون سابق إنذار، ما أدى إلى تدمير واسع في المنطقة، وتسجيل خسائر بشرية كبيرة. وقد أدى الاستهداف إلى حالة من الذعر بين السكان، خاصة الأطفال والنساء، الذين فرّوا من منازلهم خشية تكرار القصف.

خان يونس: طفل وشاب ضحايا الغارات

وفي الوقت ذاته، لم تسلم خان يونس من القصف الإسرائيلي، حيث استهدفت الطائرات منطقة مأهولة بالسكان في المدينة، مما أدى إلى استشهاد طفل وشاب، إضافة إلى عدد من الإصابات الحرجة التي نُقلت إلى مستشفى الكويت التخصصي الميداني. الجريمة أثارت موجة غضب شعبية واسعة، خاصة أن الاستهداف جاء في منطقة لا تضم أي أهداف عسكرية.

أظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي اللحظات الأولى للقصف، والتي بيّنت مدى العنف والدمار الذي خلفته الغارات، إضافة إلى مشاهد مروّعة لعائلات تبحث عن أبنائها بين الركام.

حصيلة الشهداء في تصاعد مستمر

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن مجمل عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة قد بلغ حتى الآن 41 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات المصابين، غالبيتهم من المدنيين. وتأتي هذه الأرقام في ظل حصار خانق ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة إلى أن النظام الصحي في قطاع غزة بات على شفا الانهيار نتيجة الضغط الهائل الذي تواجهه المستشفيات، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي وغياب الدعم الدولي الحقيقي.

المجتمع الدولي… صمت مريب

رغم تكرار مشاهد القصف الإسرائيلي واستهداف المدنيين في كل مرة، إلا أن ردود الفعل الدولية ما تزال تقتصر على بيانات الشجب والإدانة الشكلية دون خطوات عملية تضع حدًا لهذه الجرائم. وأكدت منظمات حقوقية أن ما يحدث في غزة قد يرقى إلى جرائم حرب تستوجب تحقيقًا دوليًا ومساءلة الجناة.

وطالبت منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” بضرورة إرسال لجان تقصي حقائق، ووقف تصدير الأسلحة لإسرائيل في ظل الاستخدام العشوائي للقوة في مناطق مأهولة بالمدنيين.

استهداف مستمر وبيئة لا إنسانية

منذ بداية العام، يواجه سكان غزة سلسلة من الاعتداءات المتكررة، سواء عبر الغارات الجوية أو القصف المدفعي على الحدود، ناهيك عن استمرار الحصار الذي يؤثر على مختلف مناحي الحياة. ويعاني أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع من ظروف معيشية قاسية، تشمل انقطاع الكهرباء، نقص المياه، وانهيار البنية التحتية الصحية والتعليمية.

في هذا السياق، يقول المحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني: “الهدف من هذه الهجمات هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني، إلا أن صمود السكان يُثبت في كل مرة أن إرادة الحرية أقوى من آلة الحرب”.

رسائل ودلالات خطيرة وراء التصعيد

يرى مراقبون أن توقيت هذه المجازر الإسرائيلية مرتبط بتحولات داخلية في المشهد السياسي الإسرائيلي، ومحاولة الحكومة الحالية كسب دعم التيارات المتطرفة. كما أن استمرار الصمت العربي والدولي يعطي تل أبيب الضوء الأخضر لمواصلة استهدافها للمدنيين دون رادع.

خاتمة: غزة تنزف… والعالم يتفرج

في ظل هذه المجازر، تبقى غزة جرحًا مفتوحًا في ضمير الإنسانية، وشاهدًا حيًا على فشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين الأبرياء. إن تكرار استهداف المدنيين في جباليا وخان يونس ليس مجرد حادث عابر، بل جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطيني وكسر مقاومته.

لكن، ورغم كل هذا الألم، فإن غزة تقف شامخةً، بأهلها ومقاومتها وصمودها، في وجه آلة القتل والدمار، موجهة رسالة للعالم أن العدالة لا تسقط بالتقادم، وأن حق الشعوب في الحياة والحرية لا يُقهر.

One thought on “مجزرة جديدة في غزة: 4 شهداء في استهداف إسرائيلي لمدنيين في جباليا وخان يونس”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *