فضيحة جديدة: إسرائيل تزود ميليشيا "أبو شباب" بالسلاح داخل غزة... ماذا يحدث في رفح؟
فضيحة جديدة: إسرائيل تزود ميليشيا "أبو شباب" بالسلاح داخل غزة... ماذا يحدث في رفح؟

في تحول غير مسبوق ومثير للدهشة في المشهد السياسي والعسكري داخل قطاع غزة، كشفت تقارير استخباراتية وإعلامية عن قيام إسرائيل بتزويد مجموعة مسلحة محلية تُعرف باسم “ميليشيا أبو شباب” بالأسلحة، وعلى رأسها بنادق كلاشينكوف، وذلك في محاولة واضحة لإحداث توازن قسري داخل القطاع عبر دعم فصيل مسلح مناوئ لحركة حماس.
هذه التطورات تفتح الباب أمام تساؤلات مصيرية: لماذا تدعم إسرائيل ميليشيا محلية داخل غزة؟ ومن هو أبو شباب؟ وما تداعيات هذه الخطوة على مستقبل الصراع الفلسطيني الداخلي؟

من هو ياسر أبو شباب؟ ولماذا اختارته إسرائيل؟

ياسر أبو شباب ليس اسماً عابراً في جنوب قطاع غزة، بل شخصية مثيرة للجدل تنتمي إلى عشيرة الترابين البدوية، وهي واحدة من أبرز العائلات في رفح. وفقاً لتقارير فلسطينية، كان أبو شباب معتقلاً سابقًا لدى أجهزة أمن حماس بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات والسرقة. واليوم، يتزعم جماعة مسلحة تتكون من نحو 100 عنصر، معظمهم من عناصر الأمن السابقين لدى السلطة الفلسطينية.

وتشير المعلومات إلى أن إسرائيل رأت في أبو شباب شخصية قابلة للاستخدام التكتيكي ضمن صراعها المستمر مع حماس، خاصة في ظل انهيار الأجهزة الأمنية وتفاقم الأوضاع الإنسانية في الجنوب.

تفاصيل التسليح: كيف دعمت إسرائيل ميليشيا أبو شباب؟

بحسب تقارير متعددة، فقد زودت إسرائيل هذه الميليشيا بأسلحة خفيفة من بينها بنادق كلاشينكوف، قالت إنها تمّت مصادرتها من عناصر حماس خلال الحرب. وتم هذا الدعم في منطقة رفح التي أصبحت فعلياً خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية بعد التوغل الأخير.

الأمر لم يتوقف عند مجرد التسليح، بل تم منح الميليشيا دورًا واضحًا في تأمين قوافل المساعدات الإنسانية القادمة عبر المعبر، في مقابل تعاونها مع إسرائيل ضد حركة حماس.

الأهداف الإسرائيلية الخفية: هل تعيد تل أبيب تجربة “جيش لحد”؟

المحللون السياسيون يرون أن ما يحدث اليوم في رفح هو محاولة إسرائيلية لاستنساخ نموذج “جيش لحد” في جنوب لبنان، حيث اعتمدت إسرائيل في السابق على ميليشيات محلية لدعم وجودها العسكري والسياسي في المناطق المحتلة.

من خلال تسليح جماعة أبو شباب، تسعى إسرائيل إلى خلق “مسمار داخل الجسد الفلسطيني”، يمكن استخدامه لتقويض نفوذ حماس، وربما لاحقاً للتفاوض مع جهة محلية بديلة تكون أكثر مرونة في التعامل.

ردود الفعل الداخلية والدولية: صدمة وغضب

لم تمر هذه التسريبات مرور الكرام، فقد أثارت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، التي أقر فيها ضمناً بتسليح إسرائيل لعائلات “مجرمين” في غزة، ردود فعل غاضبة في الأوساط الفلسطينية والعربية.

في الداخل الفلسطيني، اعتبر العديد من المحللين أن دعم ميليشيا أبو شباب “كارثة وطنية” ستعمّق الانقسام الداخلي، وتهدد بنشوء حرب أهلية مصغّرة في قطاع غزة، خاصة في حال تصاعد نفوذ هذه الجماعة المسلحة.

أما دولياً، فالتزام المجتمع الدولي الصمت حتى اللحظة، يطرح علامات استفهام حول مدى تورط بعض الأطراف في دعم سياسة إسرائيل القائمة على تفتيت الخصوم من الداخل بدلاً من المواجهة المباشرة.

ماذا تقول حماس؟

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر حركة حماس بياناً رسمياً مفصلاً حول القضية، لكن مصادر قريبة من الحركة أكدت أن “الأجهزة الأمنية تتابع تحركات الميليشيا المدعومة من إسرائيل عن كثب”، وأن أي تحرك من قبل الجماعة المسلحة سيتم الرد عليه “بيد من حديد”، وفق وصف المصدر.

حماس ترى أن هذه الميليشيا تمثل تهديداً للأمن الداخلي وتفكيكاً للجبهة الداخلية، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع وارتفاع عدد الشهداء.

مستقبل مشوش: ماذا ينتظر غزة؟

إذا استمرت إسرائيل في دعم ميليشيات محلية مثل جماعة أبو شباب، فإن قطاع غزة مهدد بالدخول في نفق مظلم من الفوضى والانقسامات. ظهور قوى مسلحة جديدة خارج الإطار الرسمي يعني إعادة إنتاج سيناريوهات مليشيوية مشابهة لما حدث في ليبيا والعراق وسوريا.

الخشية الكبرى أن تتحول رفح إلى بؤرة اقتتال داخلي، خاصة في حال استخدمت الميليشيا الجديدة صلاحياتها بشكل تعسفي، أو إذا حدث تصادم مع عناصر حماس أو فصائل المقاومة الأخرى.

خاتمة: إلى أين يسير المشهد؟

تسليح إسرائيل لجماعة أبو شباب في رفح ليس مجرد خبر عابر، بل خطوة استراتيجية تحمل في طياتها نوايا خبيثة لتفكيك النسيج الفلسطيني من الداخل. وبينما تحاول إسرائيل تصوير الميليشيا كقوة مساعدة لحماية المدنيين وتأمين المساعدات، فإن الواقع يشير إلى أنها مجرد أداة جديدة لخدمة مشروع الاحتلال.

ما لم يكن هناك تحرك فلسطيني موحد لمواجهة هذه السياسات، فإن غزة مهددة بأن تتحول إلى ساحة صراع داخلي جديد، يخدم أولاً وأخيراً الأجندة الإسرائيلية في إضعاف المقاومة وتمزيق الصف الوطني.

2 thoughts on “فضيحة جديدة: إسرائيل تزود ميليشيا “أبو شباب” بالسلاح داخل غزة… ماذا يحدث في رفح؟”
  1. من اهم اسباب انتشار الارهاب في العالم كله ، اسرائيل وامريكا ، هم يخلقون الارهاب ، ثم يدعون انهم يحاربون الارهاب ( لاحداث فوضي كونداليزا رايس الخلاقة ) لاضعاف المناطق التي يريدون السيطرة عليها لامتصاص رحيقها. لعنة الله علي امريكا واسرئيل ، المفسدون في الارض. ( ابوكاظم الطهطاوي. )

  2. من اهم اسباب انتشار الارهاب في العالم كله ، اسرائيل وامريكا ، هم يخلقون الارهاب ، ثم يدعون انهم يحاربون الارهاب ( لاحداث فوضي كونداليزا رايس الخلاقة ) لاضعاف المناطق التي يريدون السيطرة عليها لامتصاص رحيقها. لعنة الله علي امريكا واسرئيل ، المفسدون في الارض. ( ابوكاظم الطهطاوي. )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *