هل تضرب العاصفة القاهرة بعد الإسكندرية؟.. الأرصاد تكشف الحقيقة الكاملة
هل تضرب العاصفة القاهرة بعد الإسكندرية؟.. الأرصاد تكشف الحقيقة الكاملة

في مشهد نادر وغير مألوف، ضربت عاصفة رعدية عنيفة مدينة الإسكندرية، مثيرةً حالة من القلق بين المواطنين وتساؤلات كثيرة حول احتمالية تكرار هذه الظاهرة في القاهرة وباقي المحافظات. فما الذي حدث بالضبط في الإسكندرية؟ وهل فعلاً القاهرة مهددة بعاصفة مماثلة؟ هذا ما تكشفه هيئة الأرصاد الجوية في أحدث تقاريرها، وسنستعرضه لكم بالتفصيل في هذا المقال الشامل.

ما هي تفاصيل عاصفة الإسكندرية؟

شهدت مدينة الإسكندرية مساء يوم الجمعة 30 مايو 2025، عاصفة قوية مفاجئة تمثلت في سقوط أمطار غزيرة مصحوبة بالبرد والرياح الشديدة، إلى جانب برق ورعد استمر لعدة ساعات. واعتبر كثيرون المشهد “غير مسبوق” في مثل هذا التوقيت من العام.

العاصفة، بحسب تصريحات رسمية من هيئة الأرصاد الجوية، نتجت عن رياح هابطة شديدة صاحبت سحب رعدية ضخمة تركزت على السواحل الشمالية للبلاد، وتسببت في مشكلات مرورية وانقطاع في التيار الكهربائي بعدة مناطق داخل الإسكندرية.

الأرصاد الجوية: هذه ليست إعصارًا

بعد تداول شائعات وصور وصفها البعض بأنها “إعصار ضرب الإسكندرية”، خرجت الدكتورة إيمان شاكر، نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية، لتؤكد أن ما حدث ليس إعصارًا بأي حال من الأحوال.

وأوضحت أن الأعاصير تحتاج إلى ظروف مناخية وجغرافية محددة، أهمها ارتفاع حرارة مياه البحر لتصل إلى أكثر من 26 درجة مئوية، وهو ما لا يتوفر في البحر المتوسط. وما حدث هو ظاهرة طبيعية تُعرف باسم “منخفض جوي متعمق مصحوب برياح هابطة وسحب رعدية”.

هل تتكرر عاصفة الإسكندرية في القاهرة؟

السؤال الذي يشغل بال الكثيرين الآن: هل من الممكن أن تصل هذه العاصفة إلى القاهرة؟، خاصة في ظل تقلبات جوية يشهدها العالم نتيجة التغير المناخي.

الهيئة العامة للأرصاد الجوية نفت بشكل قاطع أن تتكرر عاصفة الإسكندرية في القاهرة أو المحافظات الداخلية. وأكدت الهيئة في بيان رسمي أن المنخفض الجوي الذي أدى إلى تكوّن السحب الرعدية الشديدة كان متمركزًا فوق البحر المتوسط، وهو ما جعله يؤثر فقط على المناطق الساحلية، مثل الإسكندرية ومطروح.

ماذا عن توقعات الطقس في القاهرة؟

بحسب بيان الأرصاد الجوية الصادر في 1 يونيو 2025، فإن الطقس في القاهرة الكبرى مستقر نسبيًا، مع فرص ضعيفة جدًا لسقوط أمطار خفيفة، إن وُجدت. كما أشارت الهيئة إلى أن درجات الحرارة ستشهد ارتفاعًا تدريجيًا خلال الأسبوع المقبل، ما يُنهي أي فرص لعدم الاستقرار الجوي.

تغيرات مناخية أم ظواهر عابرة؟

تكرار ظواهر مناخية غير مألوفة مثل ما حدث في الإسكندرية يطرح سؤالًا هامًا حول التغير المناخي وتأثيره على مناخ مصر. فهل نحن أمام بداية لسلسلة من التغيرات المناخية القاسية التي قد تطال العاصمة القاهرة؟

بحسب خبراء الأرصاد والمناخ، فإن مصر ليست بمنأى عن تأثيرات التغير المناخي العالمي، الذي يشمل ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة حالات الطقس المتطرف مثل السيول والعواصف الرعدية المفاجئة. ولكن، حتى الآن، لا توجد أدلة علمية مؤكدة تشير إلى أن القاهرة مهددة بعواصف مشابهة في المدى القريب.

ماذا لو حدثت عاصفة مشابهة في القاهرة؟

في حال تعرضت القاهرة لعاصفة مشابهة لما شهدته الإسكندرية، ستكون الآثار أكثر حدة نظرًا للكثافة السكانية الهائلة والبنية التحتية المختلفة. لذا فإن الاستعداد المبكر لمواجهة مثل هذه الظواهر يُعد ضرورة لا يمكن إغفالها.

ومن الإجراءات الوقائية التي تنصح بها الأرصاد في حال حدوث حالات عدم استقرار جوي:

  • تجنب التواجد في الشوارع خلال العواصف الرعدية.
  • الابتعاد عن أعمدة الإنارة ولوحات الإعلانات.
  • عدم الوقوف تحت الأشجار أو بالقرب من مصادر معدنية مكشوفة.
  • متابعة نشرات هيئة الأرصاد الجوية باستمرار.

دور الإعلام والسوشيال ميديا

image 1
هل تضرب العاصفة القاهرة بعد الإسكندرية؟.. الأرصاد تكشف الحقيقة الكاملة

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تداولًا واسعًا لمقاطع فيديو وصور من عاصفة الإسكندرية، بعضها كان حقيقيًا وبعضها الآخر قديم أو مفبرك. وهنا يظهر الدور الكبير الذي يجب أن يلعبه الإعلام في نقل المعلومة الدقيقة من مصادر موثوقة، خاصةً في أوقات الكوارث أو الطقس السيئ، لتجنب إثارة الذعر بين المواطنين.

كيف تستعد الدولة لمثل هذه الحالات؟

image 2
هل تضرب العاصفة القاهرة بعد الإسكندرية؟.. الأرصاد تكشف الحقيقة الكاملة

أعلنت الحكومة المصرية، ممثلة في غرفة الطوارئ المركزية بوزارة التنمية المحلية، أنها كانت على تواصل مباشر مع محافظة الإسكندرية خلال العاصفة، وتم اتخاذ إجراءات عاجلة لشفط مياه الأمطار من الشوارع والتعامل مع البلاغات الطارئة.

وأكدت الدولة أنها تمتلك خطة متكاملة لإدارة الكوارث المناخية والطبيعية تشمل التنسيق بين الأرصاد الجوية والحماية المدنية، والمحافظات، وهيئات المياه والكهرباء.

خلاصة القول: لا داعي للذعر.. لكن الاستعداد واجب

رغم مشاهد العاصفة المروعة في الإسكندرية، فإن احتمال تكرارها في القاهرة خلال الفترة الحالية مستبعد تمامًا، بحسب ما أكدته هيئة الأرصاد. إلا أن ما جرى يضعنا جميعًا أمام حقيقة واضحة: الطقس لم يعد كما كان، والتغير المناخي بات يفرض نفسه، ويجب أن نستعد له بكل الوسائل الممكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *