
في مشهد يلخص بشاعة الحرب ومرارة الفقد، تصدّرت مأساة الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار عناوين الصحف العالمية، بعد أن فقدت تسعة من أطفالها في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم جنوب قطاع غزة. الحادثة، التي وصفها كثيرون بأنها “ملخص موجز لكل أوجاع غزة”، كشفت حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في القطاع المحاصر.
💔 غزة تنزف من جديد: قصف منزل الطبيبة آلاء النجار
في مساء يوم الجمعة، 24 مايو 2025، وبينما كانت الطبيبة آلاء النجار تواصل عملها في قسم الأطفال بمستشفى ناصر بخان يونس، دوى انفجار هائل هز أرجاء منطقة قيزان النجار. لم تكن تعلم أن الصاروخ الذي ضرب الحي قد استهدف منزلها، حيث كان زوجها وأطفالها التسعة بداخله.
الغارة الإسرائيلية تسببت في تدمير المنزل بالكامل واندلاع حريق ضخم أدى إلى استشهاد تسعة أطفال، هم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. كما أُصيب زوجها الدكتور حمدي النجار بجراح خطيرة نُقل على إثرها للعناية المركزة، ونجا طفل واحد فقط، وهو آدم، الذي أصيب بجراح متوسطة.
🩺 الطبيبة التي أنقذت أطفال غزة… استقبلت أشلاء أطفالها
آلاء النجار، المعروفة بكونها واحدة من أبرز اختصاصيات الأطفال في قطاع غزة، كانت حتى لحظات قليلة قبل الغارة تُعالج أطفال الآخرين. لم تكن تدري أن طفلها الأصغر كان يحتضر تحت الأنقاض، وأن أبناءها يتحولون إلى أرقام في نشرات الأخبار.
المشهد في مستشفى ناصر كان مأساويًا. دخلت آلاء، بزيها الأبيض، إلى غرفة الطوارئ لتُفاجأ بأشلاء أطفالها تُنقل في الأكياس السوداء. صورة آلاء وهي تجثو على ركبتيها، تحاول التعرف على جثث أبنائها، سحقت قلوب الملايين، وانتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.
📰 العالم يصرخ: “متى تنتهي هذه المأساة؟”
لم تمضِ ساعات على الحادثة حتى تصدّرت عناوين وكالات الأنباء العالمية، منها:
- BBC العربية: “الطبيبة آلاء النجار تستقبل أشلاء أطفالها بعد قصف منزلها في خان يونس”.
- الجزيرة: “مجزرة جديدة في غزة.. تسعة أطفال من أسرة واحدة ضحايا الغارات”.
- رويترز: “الطبيبة الفلسطينية التي كانت تعالج المرضى، فقدت كل أبنائها في ثوان”.
وأثارت القصة موجة من الغضب العالمي، ودعوات لوقف الحرب فورًا، وفتح تحقيق دولي في الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة.
🔍 تفاصيل مؤلمة: كيف حدثت المجزرة؟
وفقًا لشهادات الجيران وتقارير الدفاع المدني:
- تم استهداف منزل عائلة النجار بصاروخ مباشر دون سابق إنذار.
- أدى الانفجار إلى انهيار المبنى بالكامل، وتحوله إلى ركام مشتعل.
- لم تستطع فرق الإسعاف الوصول فورًا بسبب كثافة القصف، ما أدى إلى تأخر إنقاذ الضحايا.
- استُخرجت جثث الأطفال متفحمة، ما صعّب عملية التعرف عليهم.
⚖️ هل يعتبر ما حدث جريمة حرب؟
وفقًا للقانون الدولي الإنساني، فإن استهداف المدنيين والأطفال يمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف. منظمات مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية طالبت بإجراء تحقيق دولي مستقل في الحادثة، مؤكدين أن استهداف منزل سكني في منطقة مكتظة بالسكان دون تحذير، يدخل في نطاق “الجرائم ضد الإنسانية”.
🗣️ ردود أفعال واسعة النطاق
- الأمم المتحدة: أعرب الأمين العام عن “صدمته العميقة”، مطالبًا بوقف إطلاق النار فورًا.
- الرئاسة الفلسطينية: وصفت القصف بأنه “مجزرة ضد الإنسانية”.
- الرأي العام العربي: مواقع التواصل اشتعلت بتضامن واسع، وارتفع وسم #أطفال_آلاء_النجار في صدارة الترند في عدة دول عربية.
- الجاليات الفلسطينية في أوروبا: نظّمت وقفات احتجاجية أمام السفارات الإسرائيلية.
🎙️ صوت من غزة: ماذا قالت آلاء النجار؟
في أول تصريح لها بعد استيعاب الكارثة، قالت آلاء النجار:
“كنت أداوي جراح أطفال غزة، ولم أعلم أن أطفالي ينزفون حتى الموت. لم أودعهم، لم أقبلهم قبلة أخيرة… كل ما تبقى لي هو صورة واسم”.
🧠 التأثير النفسي: عندما تنكسر الأم والطبيبة في آن واحد
ليست آلاء النجار مجرد أم فقدت أبناءها، بل هي رمزٌ لكل أم فلسطينية تواجه الموت والحياة في آنٍ واحد. هي تجسيد حي لمعاناة الأمهات في غزة، اللواتي يُطلب منهن الاستمرار في العمل، في ظل فقدٍ لا يُحتمل.
علماء النفس أكدوا أن الصدمة النفسية التي تعرضت لها آلاء قد تُخلف أثرًا عميقًا على المدى البعيد، خاصة أنها لم تمتلك فرصة الحداد، بل وجدت نفسها وسط جثث أطفالها، بعيون العالم كلها مسلطة عليها.
🔚 خاتمة: غزة لا تبكي وحدها
ما حدث مع الطبيبة آلاء النجار ليس مجرد خبر عاجل، بل جرح مفتوح في الضمير الإنساني. إنها قصة أم فلسطينية فقدت أحلامها دفعة واحدة، لكنها باتت اليوم رمزًا للوجع الفلسطيني، وصوتًا صارخًا في وجه الصمت العالمي.
إذا لم يستفق العالم بعد هذه الحادثة، فمتى؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
[…] مدينة خان يونس. كان الطبيب حمدي النجار، وزوجته الطبيبة آلاء النجار، وأطفالهما العشرة داخل المنزل عند وقوع […]