استشهاد الطبيب حمدي النجار بعد أيام من فقدان أطفاله التسعة في قصف إسرائيلي
استشهاد الطبيب حمدي النجار بعد أيام من فقدان أطفاله التسعة في قصف إسرائيلي

في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، لفظ الطبيب الفلسطيني حمدي النجار أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه، بعد أيام من استشهاد تسعة من أطفاله في قصف وحشي طال منزل العائلة في خان يونس جنوب القطاع. لم تكن هذه الحادثة مجرد رقم جديد في سجل الضحايا، بل تحوّلت إلى رمز للفاجعة الفلسطينية المتكررة، ومثال حيّ على استهداف العائلات الآمنة والكفاءات الطبية في غزة.

💔 تفاصيل الفاجعة: قصف منزل العائلة ومجزرة بحق الأطفال

image 7
استشهاد الطبيب حمدي النجار بعد أيام من فقدان أطفاله التسعة في قصف إسرائيلي

وقعت الكارثة مساء يوم الخميس 23 مايو/أيار 2025، عندما استهدفت طائرات الاحتلال منزل عائلة النجار في منطقة قيزان النجار شرق مدينة خان يونس. كان الطبيب حمدي النجار، وزوجته الطبيبة آلاء النجار، وأطفالهما العشرة داخل المنزل عند وقوع القصف.

أسفر القصف عن استشهاد تسعة من أطفالهما حرقاً، تتراوح أعمارهم بين عام واحد و12 عاماً، بينما نجا الطفل العاشر، “آدم”، لكنه نُقل إلى العناية المركزة في حالة حرجة. أمّا الطبيب حمدي، فقد أصيب بجراح بالغة وخضع لعمليتين جراحيتين لإنقاذ حياته، قبل أن يُعلن عن استشهاده في 1 يونيو 2025.

📌 من هو الطبيب حمدي النجار؟

يُعد الدكتور حمدي النجار من أبرز أطباء خان يونس، وقد كرّس حياته لخدمة المرضى في ظل ظروف صحية وإنسانية صعبة. عُرف بمهنيته العالية وتفانيه في عمله، وكان مثالاً للطبيب الإنساني الذي لم يتخلف يوماً عن واجبه حتى في أحلك الظروف.

زوجته، الطبيبة آلاء النجار، تعمل في مجمع ناصر الطبي، وقد عاشت اللحظات الأكثر وجعاً في حياتها عندما استقبلت جثامين أطفالها التسعة في قسم الطوارئ، دون أن تعلم أن زوجها أيضًا يصارع الموت.

😢 وجع مزدوج: أم تتلقى جثامين أطفالها وهي على رأس عملها

image 8
استشهاد الطبيب حمدي النجار بعد أيام من فقدان أطفاله التسعة في قصف إسرائيلي

كانت الطبيبة آلاء تؤدي عملها كالمعتاد في المجمع الطبي عندما بدأت سيارات الإسعاف تتوافد إلى الطوارئ بجثامين محترقة لأطفال صغار. لم تكن تعلم أن هذه الجثامين تعود إلى فلذات كبدها، الذين كانوا قبل ساعات فقط يمرحون في منزلهم.

المشهد كان صادماً، فقد عُرضت جثامين الأطفال على الأطباء، لتدرك آلاء بعدها أنها أمام مصابها الجلل: تسعة من أطفالها استشهدوا دفعة واحدة، وزوجها نُقل إلى غرفة العمليات، وطفلها الأخير يصارع للبقاء على قيد الحياة.

📈 لماذا تحوّلت قصة الطبيب حمدي النجار إلى رمز؟

القصة المؤلمة لعائلة النجار ليست مجرد حادث فردي، بل تُعبّر عن مأساة جماعية يعيشها سكان قطاع غزة يوميًا. ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023، تصدرت هذه المجزرة المشهد الإعلامي، وتحوّل اسم الطبيب حمدي النجار إلى رمز للمعاناة الفلسطينية، ونداء عالمي بوقف القتل واستهداف المدنيين.

انتشرت صورة العائلة، ومقطع فيديو للطبيبة آلاء وهي تستقبل جثامين أطفالها، على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ما زاد من حالة التعاطف والغضب العالمي تجاه الجرائم المستمرة في القطاع.

📊 أرقام مفزعة: العدوان على غزة لا يرحم المدنيين

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023 وحتى يونيو 2025، أسفر القصف عن استشهاد أكثر من 38,000 فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 140,000 شخص، وتشريد مئات الآلاف بعد تدمير منازلهم.

الكادر الطبي في غزة ليس بمنأى عن هذا العدوان، حيث استُهدف عشرات الأطباء والممرضين، وتضررت المستشفيات بشكل مباشر، ما زاد من تعقيد الوضع الإنساني.

💬 ردود فعل محلية ودولية

أثارت جريمة استشهاد عائلة النجار موجة غضب محلي ودولي، حيث وصفها العديد من الناشطين بأنها “مجزرة بحق الإنسانية”. وطالبت منظمات حقوقية كـ”هيومن رايتس ووتش” و”أطباء بلا حدود” بفتح تحقيق دولي في استهداف المدنيين والعاملين في القطاع الصحي.

كما عبّرت جهات دولية عن “صدمتها” من الصور المتداولة، فيما دعا نشطاء إلى إدراج هذه الجرائم في ملف المحكمة الجنائية الدولية.

📢 ماذا بعد هذه الجريمة؟

قصة الطبيب حمدي النجار وعائلته يجب ألا تُنسى. إنها ليست فقط مأساة إنسانية، بل دليل صارخ على جرائم حرب تُرتكب بحق شعب أعزل. إن استهداف منزل آمن يعج بالأطفال والنساء، وقتل طبيب وزوجته الطبيبة، هو جريمة لا تسقط بالتقادم.

يجب أن تتحول هذه المأساة إلى قضية رأي عام دولي، من أجل الضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم في غزة.

✍️ كلمة أخيرة

رغم القصف، ورغم الحزن، ورغم فقدان كل شيء، يثبت الشعب الفلسطيني، من خلال أمثال الدكتور حمدي النجار، أن الإنسانية لا تُقهر، وأن الكرامة باقية رغم الدمار. رحم الله الشهيد وزوجته وأطفاله، ونسأل الله أن يُلهم كل أمهات غزة الصبر على هذا الابتلاء العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *