
في تطور مقلق يسلط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة، أعلنت الأمم المتحدة أن المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع هذا الأسبوع لم تُوزَّع حتى الآن على السكان الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الظروف الأمنية وقيود الاحتلال الإسرائيلي تعرقل عمليات الإغاثة.
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة خطر المجاعة وسط استمرار الحرب وتفاقم الأوضاع الإنسانية، ما يثير موجة غضب دولية بشأن تعطل إيصال الدعم الإغاثي للمدنيين الأبرياء.
الأمم المتحدة: المساعدات ما زالت عالقة على المعبر
صرح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، يوم الأربعاء 21 مايو 2025، أن المساعدات التي تم إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم لم تُوزع على الفلسطينيين داخل قطاع غزة حتى الآن. وأوضح أن الشاحنات التي تحمل مواد غذائية وإغاثية لا تزال عالقة في منطقة المعبر بسبب المخاوف الأمنية التي تعيق تحركها.
وأضاف دوجاريك:
“لم يتمكن شركاؤنا في المجال الإنساني من نقل الإمدادات إلى المناطق الداخلية من القطاع لأن الطريق الذي يسمح الجيش الإسرائيلي باستخدامه لا يزال غير آمن.”
جهود لإيجاد طرق بديلة
وفقاً للأمم المتحدة، هناك محاولات جارية بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي لإيجاد طرق بديلة وأكثر أماناً لنقل المساعدات إلى داخل غزة. وفي وقت لاحق، أفاد مسؤول أممي أن بعض الشاحنات بدأت بالخروج من منطقة المعبر متوجهة إلى مستودعات داخل القطاع، لكن لم يتم تأكيد وصولها إلى وجهاتها النهائية أو توزيع محتوياتها.
خطر المجاعة يهدد القطاع
في ظل تعطل عمليات التوزيع، حذرت منظمات الإغاثة من خطر حدوث مجاعة وشيكة في غزة، لا سيما بعد نفاد المساعدات الغذائية من مخازن وكالات الإغاثة الدولية منذ أسابيع. وتعتمد غالبية السكان حالياً على مطابخ خيرية جماعية توفر وجبات بسيطة بالكاد تسد الرمق.
في أحد هذه المطابخ في شمال غزة، أُجبرت العائلات على الاكتفاء بحساء العدس المخفف. تقول سمايا أبو أمشة، وهي أم لعدة أطفال:
“لم نرَ رغيف خبز منذ عشرة أيام، ولا يمكننا شراء الأرز أو أي نوع من المعكرونة… لا نريد المطابخ الخيرية، نريد فقط أن تتوقف الحرب. حتى الكلاب لا تأكل هذا الطعام، فكيف بأطفالنا؟”
إطلاق نار على دبلوماسيين في جنين
وفي تطور متصل بالوضع المتأزم، أفادت تقارير أن جنود الاحتلال أطلقوا طلقات تحذيرية أثناء زيارة وفد من الدبلوماسيين الأجانب لمخيم جنين في الضفة الغربية، ما اضطرهم للارتماء أرضاً والاحتماء خلال إجراء مقابلات إعلامية.
وأكد الجيش الإسرائيلي لاحقاً أن الزيارة تمت بموافقته، لكنه زعم أن الوفد “انحرف عن المسار المصرح به”، وقدم اعتذاره عن الحادث.
استمرار القصف على غزة
رغم النداءات الدولية المتكررة بوقف إطلاق النار، استمرت الغارات الإسرائيلية على غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن مقتل ما لا يقل عن 86 مدنياً خلال الساعات الماضية فقط. وتشير التقارير إلى أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والوقود، مما يهدد بانهيار النظام الصحي بالكامل.
المجتمع الدولي في مرمى الانتقادات
أثار الإعلان الأممي غضباً واسعاً في أوساط النشطاء الإنسانيين، الذين طالبوا بمزيد من الضغط الدولي على إسرائيل لفتح ممرات إنسانية آمنة تضمن وصول المساعدات دون عوائق. كما اتهمت منظمات حقوقية المجتمع الدولي بالتقاعس عن حماية المدنيين في غزة، والاكتفاء بالتصريحات دون اتخاذ إجراءات فعالة على الأرض.
خاتمة: أزمة إنسانية بلا حلول فعلية
في الوقت الذي تزداد فيه معاناة أهالي غزة تحت نيران الحرب والحصار، تظل المساعدات التي يحتاجونها بشدة متوقفة على أبواب القطاع، عالقة بين التعقيدات الأمنية والسياسية. ويبدو أن الحلول لا تزال بعيدة، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل جاد لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية المستمرة.
[…] من أطفالها في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم جنوب قطاع غزة. الحادثة، التي وصفها كثيرون بأنها “ملخص موجز لكل […]