
في مشهد إنساني بالغ القسوة، تقف غزة اليوم على حافة مجاعة كارثية تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، في ظل حصار خانق ونقص حاد في المواد الغذائية والمساعدات. تصريحات صادمة صدرت من المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، التي وصفت الوضع الحالي في غزة بأنه غير إنساني وخارج عن السيطرة، مؤكدة أن ما يتم إدخاله من مساعدات ليس سوى “قطرة في بحر” مما يحتاجه الفلسطينيون للبقاء على قيد الحياة.
غزة تختنق: أرقام مفزعة ترسم حجم الأزمة
وفقًا لتقارير برنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من 500,000 شخص داخل قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتشير التقديرات إلى أن الوضع قد يتدهور بسرعة ليشمل أكثر من مليون إن لم يُسمح بإدخال مساعدات إنسانية فورية وبكميات كافية.
إحصائيات مقلقة:
- أكثر من 2.3 مليون نسمة يعانون من محدودية الوصول للغذاء والماء النظيف.
- توقف دخول الغذاء والدواء والوقود لأكثر من شهرين.
- دخول عدد محدود من الشاحنات (100 شاحنة يوميًا كحد أقصى) مقارنة بـ600 سابقًا.
سيندي ماكين تدق ناقوس الخطر
في مقابلة على قناة CBS الأمريكية، شددت ماكين على أن الوضع في غزة كارثي ويتطلب استجابة عاجلة. وأكدت أن عدد الشاحنات الحالي لا يكفي على الإطلاق لتغطية أدنى احتياجات السكان.
“ما نراه الآن مأساة إنسانية حقيقية، الناس يموتون من الجوع ونحن بحاجة إلى تدخل فوري”.
كما أضافت:
“الأمر لا يتعلق بشاحنة أو اثنتين، نحتاج إلى تدفق مستمر ومستدام للمساعدات لإيقاف التدهور المتسارع”.
الحصار الإسرائيلي: السبب الرئيسي في تعطل الإغاثة
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، شددت السلطات الإسرائيلية من حصارها على قطاع غزة، ما أدى إلى توقف شبه كامل في دخول المواد الغذائية والطبية، وهو ما يصفه المراقبون بأنه عقاب جماعي يعاني منه المدنيون قبل أي طرف آخر.
تبعات الحصار:
- دمار هائل في البنية التحتية والمرافق الطبية.
- انقطاع الكهرباء والمياه لساعات طويلة.
- ندرة حادة في المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق، الحليب، والزيت.
اتهامات متبادلة: من يعرقل وصول المساعدات؟
اتهمت إسرائيل حركة حماس بالاستيلاء على شاحنات المساعدات الموجهة للمدنيين. لكن سيندي ماكين نفت هذه المزاعم، مؤكدة أن:
“ما نشهده هو اندفاع المدنيين بسبب الجوع واليأس، لا علاقة لحماس بذلك… الناس ببساطة يريدون الطعام للبقاء على قيد الحياة.”
وأضافت:
هل غزة على أعتاب مجاعة شاملة؟
الخبراء يحذرون بشدة: إذا لم يتم السماح بدخول مئات الشاحنات يوميًا، فإن القطاع سيشهد انهيارًا إنسانيًا غير مسبوق خلال أسابيع، وقد يُعلن رسميًا عن دخول غزة في حالة مجاعة وفقًا لتعريفات الأمم المتحدة.
“لم نر دليلاً على أن المساعدات تُنهب من قبل أطراف مسلحة، كل ما هناك أن الأهالي يهاجمون الشاحنات بحثًا عن ما يسد رمقهم.”
المؤشرات الخطيرة:
- أطفال يعانون من سوء تغذية حاد.
- انتشار الأمراض نتيجة تلوث المياه وسوء التغذية.
- مستشفيات تعمل بأقل من 30% من قدرتها.
المجتمع الدولي بين الصمت والتنديد
رغم التحذيرات الأممية، لم تشهد الساحة الدولية تحركات جادة أو قرارات حاسمة لإنهاء الحصار أو ضمان تدفق المساعدات، مما يثير التساؤلات حول ازدواجية المعايير في التعامل مع الكوارث الإنسانية.
أصوات عالمية تطالب:
- بإنشاء ممرات إنسانية آمنة ومستدامة.
- بإشراف دولي مباشر على توزيع المساعدات.
- بوقف استهداف المدنيين والمنشآت الطبية.
الكلمة الأخيرة: هل من أمل لغزة؟
في ظل الصمت الدولي والتعنت الإسرائيلي، تبقى غزة تنزف وحدها. ومع كل يوم تأخير في إيصال المساعدات، تُزهق أرواح جديدة، ويزداد المشهد قتامة. التصريحات الأخيرة من برنامج الأغذية العالمي يجب أن تكون ناقوس خطر لكل من ما زال يملك ضميرًا إنسانيًا.
[…] عن خطة جديدة تهدف إلى السيطرة على 75% من مساحة قطاع غزة خلال الشهرين القادمين. تأتي هذه الخطوة بعد فشل محاولات […]