An employee arranges gold bars at a refinery in Arezzo, Italy.Photographer: Alessia Pierdomenico/Bloomberg
الذهب يواصل الهبوط مع صعود الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الخميس، في ظل صعود الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة، الأمر الذي قلل من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين، ودفع البعض إلى جني الأرباح بعد موجة ارتفاع قوية خلال الأسابيع الماضية.

الذهب يخسر بريقه مؤقتًا

تراجعت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.6% لتسجل 3,295.21 دولارًا للأونصة، بعدما لامس المعدن في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياته منذ 9 مايو الجاري. كما انخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة مماثلة لتصل إلى 3,294.90 دولارًا.

يأتي هذا التراجع في وقت يراقب فيه المستثمرون تحركات الدولار الأمريكي، الذي سجل ارتفاعًا بنسبة 0.3%، مما زاد من تكلفة شراء الذهب لحاملي العملات الأخرى، وبالتالي قلل من حجم الطلب العالمي عليه.

خلفيات اقتصادية تؤثر على السوق

عوامل عدة ساهمت في هبوط الذهب، من أبرزها:

  • ارتفاع عوائد السندات الأمريكية: إذ يعزز هذا الارتفاع من جاذبية الاستثمار في أدوات الدين على حساب الأصول التي لا تدر عوائد مثل الذهب.
  • صعود الدولار: أدى إلى تراجع الطلب الخارجي على الذهب.
  • جني الأرباح: حيث قرر العديد من المستثمرين البيع بعد الارتفاعات السابقة للذهب.

لكن على المدى المتوسط والطويل، ما يزال الذهب يحتفظ بمكانته كملاذ آمن في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، والمخاوف بشأن النمو العالمي، والتقلبات في السياسات النقدية.

الدين الأمريكي يعود للواجهة

التحركات في السوق لم تكن بمعزل عن التطورات في الساحة المالية الأمريكية، حيث أقر مجلس النواب مشروع قانون ضريبي جديد يُتوقع أن يضيف قرابة 3.8 تريليون دولار إلى الدين الوطني خلال العقد القادم.

هذا التطور أثار مخاوف بعض المستثمرين من احتمالات تفاقم العجز المالي للولايات المتحدة، وهو ما قد يعود مستقبلاً لدعم الطلب على الذهب كوسيلة تحوط ضد التضخم والاضطرابات الاقتصادية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

الذهب لم يكن وحده في دائرة التراجع، فقد شهدت باقي المعادن الثمينة انخفاضات متفاوتة:

  • الفضة: انخفضت بنسبة 1% إلى 33.05 دولارًا للأونصة.
  • البلاتين: تراجع بنسبة 0.1% ليصل إلى 1,075.02 دولارًا.
  • البلاديوم: هبط بنسبة 2.1% مسجلًا 1,016.02 دولارًا للأونصة.

الذهب بين الضغوط والدوافع الإيجابية

رغم التراجع الحالي، إلا أن المحللين يرون أن الذهب لا يزال مدعومًا بعوامل أساسية، من بينها:

  • استمرار التوترات في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
  • مخاوف تباطؤ الاقتصاد الصيني.
  • تحركات البنوك المركزية في العالم التي قد تؤثر على السياسة النقدية وأسعار الفائدة.

كل هذه العوامل تجعل من الذهب خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان في أوقات الغموض الاقتصادي والسياسي.

One thought on “الذهب يواصل الهبوط مع صعود الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *