
وسط استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وما خلفته من دمار ومعاناة إنسانية غير مسبوقة، أعلنت حركة حماس أنها بصدد تسليم ردها الرسمي على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف خلال ساعات، ما أعاد الأمل إلى الأوساط الدبلوماسية بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الرد المرتقب يحمل بين طياته تفاصيل حساسة وملاحظات مهمة من قيادة الحركة، ويأتي بعد مشاورات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية.
تفاصيل مقترح ويتكوف: 60 يومًا من التهدئة المشروطة
تتضمن بنود مقترح ويتكوف :
- هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا، تتوقف خلالها الأعمال العسكرية من الطرفين.
- إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة، من أصل 58 أسيرًا محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
- تبادل الأسرى على مرحلتين، في اليوم الأول والسابع من وقف إطلاق النار.
- تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ اللحظة الأولى للاتفاق.
- تجميد النشاط الجوي الإسرائيلي جزئيًا، لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 ساعة يوميًا.
موقف حماس: التحفّظ على “الانحياز” وتأكيد المطالب المشروعة
أوضحت مصادر مقربة من حركة حماس أن الرد المقدم على المقترح الأمريكي جاء مصحوبًا بملاحظات مفصلية، ركزت على ما يلي:
1. غياب ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار
حذّرت الحركة من أن هدنة مؤقتة دون اتفاق سياسي نهائي تمثل خطرًا، إذ قد تعود إسرائيل لاستئناف القتال بمجرد انتهاء المهلة، كما حصل في تجارب سابقة.
2. عدم تضمين المطالب الفلسطينية الجوهرية
بحسب مسؤولين في حماس، فإن المقترح لم يتطرق إلى قضايا مركزية مثل:
- الانسحاب الكامل من قطاع غزة
- رفع الحصار المفروض منذ سنوات
- تأمين الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين
3. إدخال المساعدات لا يعني نهاية المعاناة
رغم الترحيب بجزئية فتح المعابر، إلا أن حماس تؤكد أن دخول المساعدات لا يعالج جوهر الأزمة، بل يُستخدم كأداة لتمرير اتفاقات غير عادلة.
رد حماس: إيجابي مشروط… أم رفض مقنّع؟
أفادت بعض المصادر أن الرد الفلسطيني ليس رفضًا قاطعًا، بل يحمل طابعًا إيجابيًا مشروطًا، ويهدف إلى تعديل بنود المقترح بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل:
- الدعم الشعبي الواسع للمقاومة
- تصاعد الغضب الدولي من المجازر بحق المدنيين
- تنامي الضغط الأمريكي على الحكومة الإسرائيلية
ماذا بعد تسليم الرد؟
مع تسليم حماس ردها خلال ساعات، تدخل الوساطة الدولية مرحلة حساسة ومصيرية، تشمل:
- مفاوضات فنية بشأن آليات التنفيذ
- محاولة تقريب وجهات النظر بين تل أبيب وغزة
- تقييم رد الفعل الإسرائيلي على تحفظات حماس
وقد أعلنت جهات مصرية وقطرية أنها تنتظر الموقف الرسمي من جميع الأطراف قبل استئناف المفاوضات.
إسرائيل تترقب: قراءة أولية للمشهد السياسي
الرد الفلسطيني قد يحرج الحكومة الإسرائيلية، خاصة مع:
- تزايد الضغوط الداخلية للإفراج عن الأسرى
- تصاعد الانتقادات الدولية لسلوك الجيش في غزة
- تعثّر المسارات العسكرية على الأرض
كل ذلك قد يدفع تل أبيب إلى إعادة النظر في الموقف من المقترح الأمريكي، أو السعي لتعديله بما يتوافق مع شروط التهدئة التي تطرحها حماس.
هل نقترب من الهدنة أم تصعيد جديد؟
الكرة الآن في ملعب الأطراف الدولية، فبينما قدمت حماس ردًا محسوبًا ومدروسًا، تبقى ردة الفعل الإسرائيلية الحاسمة في تحديد مصير المبادرة.
السيناريوهات المطروحة:
- قبول الرد وتعديل المبادرة → بداية اتفاق شامل.
- رفض إسرائيلي لأي تعديل → عودة للتصعيد الميداني.
- دخول وسطاء جدد على الخط → تمديد المفاوضات.
موقف الشارع الفلسطيني: دعم المقاومة ورفض المساومة
رغم التفاؤل الحذر لدى البعض، فإن الشارع الفلسطيني لا يثق في الوعود الدولية، خاصة بعد:
- فشل مبادرات سابقة
- استمرار الحصار
- قصف المدنيين والمؤسسات الطبية
ويؤكد الكثيرون على أن أي اتفاق يجب أن يضمن حماية كرامة وحقوق الشعب الفلسطيني دون انتقاص.
خلاصة: لحظة اختبار حقيقية للعدالة الدولية
تسليم حماس ردها على مقترح ويتكوف ليس مجرد خطوة سياسية، بل محطة مفصلية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فهل يكون هذا الرد مقدمة لمرحلة جديدة من التهدئة والاستقرار؟ أم أننا أمام فصل جديد من التصعيد والمعاناة الإنسانية؟
الجواب رهن بما ستكشفه الساعات القليلة المقبلة.
[…] أحد أبرز قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وذلك خلال غارة جوية دقيقة استهدفت موقعًا تحت الأرض […]
[…] ومصير قطاع غزة في ضوء التصعيد العسكري والسياسي بين حماس والسلطة الفلسطينية من جهة، وبين حماس والاحتلال […]
[…] ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة. هذه الجريمة التي وقعت قرب مركز توزيع المساعدات، أثارت […]