دمار غير مسبوق: قتيلة و70 مصابًا في إسرائيل بعد الضربة الإيرانية الرابعة
دمار غير مسبوق: قتيلة و70 مصابًا في إسرائيل بعد الضربة الإيرانية الرابعة

في تطور دراماتيكي جديد للصراع المشتعل بين إيران وإسرائيل، شهدت مناطق شمال إسرائيل فجر السبت 14 يونيو 2025 دمارًا واسعًا بعد الدفعة الرابعة من الصواريخ الإيرانية التي استهدفت مدنًا مكتظة بالسكان، وأسفرت عن مقتل امرأة وإصابة أكثر من 70 آخرين بجروح متفاوتة.
الصواريخ التي تساقطت على طبرية وصفد والمروج أحدثت دمارًا غير مسبوق، وسط عجز واضح لمنظومة القبة الحديدية عن اعتراض كامل الرشقات، مما يضع إسرائيل أمام لحظة عسكرية حرجة لم تشهدها منذ حرب 2006.

تفاصيل الهجوم الإيراني: رشقات مكثفة وشلل جزئي

حوالي الساعة 2:45 فجراً، انطلقت أكثر من 30 صاروخاً من طرازات مختلفة يُعتقد أنها إيرانية الصنع، بعضها أُطلق من مواقع داخل سوريا والعراق، وأخرى من الأراضي الإيرانية نفسها.
استهدفت هذه الصواريخ مدن الشمال الإسرائيلي في طبرية، صفد، كريات شمونة، والمروج، وسُمع دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق بشكل متكرر.

النتائج الميدانية كانت كارثية:

  • مقتل امرأة في الخمسينات من عمرها نتيجة سقوط صاروخ مباشر على منزلها في رمات يشاي.
  • أكثر من 70 مصابًا، بينهم 12 في حالات حرجة، نقلوا إلى مستشفيات نهاريا وحيفا.
  • تضرر عشرات المباني السكنية والمحال التجارية، وانقطاع الكهرباء والمياه في بعض الأحياء.
  • اندلاع حرائق في عدة مناطق بفعل الشظايا والانفجارات.

ردة الفعل الإسرائيلية: استنفار غير مسبوق

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية حالة الطوارئ القصوى في المناطق الشمالية، مع رفع الجاهزية في الجبهات الجنوبية والشرقية.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن “ما جرى هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، والرد الإسرائيلي سيكون بحجم الألم الذي أصاب مواطنينا”.

كما أصدرت قيادة الجبهة الداخلية أوامر عاجلة:

  • بإغلاق المدارس والجامعات في الشمال.
  • تعليق الأنشطة التجارية غير الضرورية.
  • فتح الملاجئ العامة.
  • تحذير المواطنين من الخروج دون ضرورة.

الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أجرى اتصالات مع الحلفاء الدوليين، على رأسهم واشنطن، داعيًا إلى دعم دولي واسع ضد “العدوان الإيراني الصريح”، على حد وصفه.

موقف إيران: رسالة قوة أم تصعيد مدروس؟

من طهران، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن “الرد الصاروخي الأخير يأتي في إطار عملية وعد صادق 3″، رداً على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية، وخلفت عشرات القتلى من بينهم قادة في الحرس الثوري.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية أن “ما حدث فجر اليوم ليس سوى جزء من الرد، وإذا استمرت إسرائيل في عدوانها فستتلقى موجات أكبر وأكثر دقة”.

التصريحات الإيرانية تؤكد أن هذه ليست نهاية الجولة، بل إشارة إلى مراحل متقدمة من التصعيد الممنهج.

ردود الفعل الدولية: تحذيرات ومخاوف

  • الولايات المتحدة: دعت إلى التهدئة وضبط النفس، مؤكدة دعمها لأمن إسرائيل، لكنها طالبت بعدم الانجرار لحرب شاملة.
  • روسيا: أعربت عن قلقها من توسع الصراع، ودعت إلى وساطة أممية عاجلة.
  • فرنسا وألمانيا: طالبتا بوقف إطلاق النار فورًا وفتح قنوات حوار مباشر.

الأمم المتحدة من جانبها، حذرت من أن “الشرق الأوسط على شفا هاوية”، داعية إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث سبل احتواء الأزمة.

التداعيات الاقتصادية: تراجع، شلل وخسائر فادحة

  • بورصة تل أبيب شهدت انخفاضًا بنسبة 5.6% خلال ساعات، وسط موجة بيع واسعة.
  • شركات الطيران ألغت أو علّقت رحلاتها إلى الشمال.
  • تراجع الثقة في الاستثمارات الأجنبية، وسط تحذيرات من وكالة “موديز” بشأن التصنيف الائتماني لإسرائيل إذا استمرت الضربات.
  • تصاعد أسعار السلع الأساسية بفعل مخاوف من انقطاع سلاسل الإمداد.

هل تشتعل الحرب الإقليمية؟ السيناريوهات المحتملة

في ظل تسارع الأحداث، يبقى العالم أمام عدة سيناريوهات معقدة:

  1. الرد العسكري الإسرائيلي الموسّع: استهداف مباشر لمواقع إيرانية داخل العمق الإيراني.
  2. التصعيد بالوكالة: تفعيل الجبهات مع حزب الله والميليشيات العراقية واليمنية.
  3. وساطة دولية فعّالة: قد تؤدي إلى وقف إطلاق نار مؤقت، مع شروط معلنة بين الجانبين.
  4. حرب مفتوحة: وهو السيناريو الأخطر، ويعني دخول المنطقة في مواجهة إقليمية تستمر لأشهر وربما سنوات.

خاتمة: الشرق الأوسط أمام مفترق حاسم

الدمار غير المسبوق، وسقوط الضحايا المدنيين في شمال إسرائيل، يؤكد أن الصراع بين إيران وإسرائيل لم يعد في الظل، بل بات علنياً وعلى مرأى العالم.
الضربات الصاروخية لم تعد مجرد رسائل، بل تحوّلت إلى واقع دموي يهدد أمن المنطقة واستقرارها بالكامل.

بين التصعيد والتهدئة، تبقى الكلمة الأخيرة للقرار السياسي والعسكري الذي سيتخذ خلال الساعات المقبلة، والذي قد يرسم شكل المرحلة القادمة من تاريخ الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *