صواريخ إيرانية تضرب الشمال مجددًا: الدفعة الرابعة تهز إسرائيل وتصعّد التوتر الإقليمي

تصاعدت حدة التوتر في الشرق الأوسط إلى مستويات غير مسبوقة، بعدما أطلقت إيران الدفعة الرابعة من صواريخها الباليستية باتجاه شمال إسرائيل، في رد مباشر على الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة داخل الأراضي الإيرانية. هذا التصعيد الجديد يفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة حول مستقبل الاستقرار في المنطقة، وسط تخوفات من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة بين قوتين إقليميتين كبيرتين.

تفاصيل الهجوم: ضربات متتالية نحو الشمال

في ساعات الفجر الأولى من يوم السبت، 14 يونيو 2025، أفادت وسائل الإعلام العبرية بسماع دوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال إسرائيل، من بينها طبرية، كريات شمونة، المروج، وصفد. أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن ما لا يقل عن 25 صاروخًا إيرانيًا انطلقت من الأراضي الإيرانية أو عبر ميليشيات موالية لها في سوريا ولبنان.

تمكنت منظومة “القبة الحديدية” من اعتراض جزء كبير من هذه الصواريخ، إلا أن بعضها تمكن من اختراق الدفاعات الجوية وسقط في مناطق مأهولة، ما أسفر عن وفاة امرأة وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، إضافة إلى أضرار مادية في البنية التحتية.

السياق السياسي والعسكري: ما الذي دفع إيران لهذا الرد؟

لم تأتِ هذه الدفعة الصاروخية بمعزل عن التطورات الأخيرة، بل جاءت كرد مباشر على العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي قبل يومين تحت اسم “الأسد الغاضب”، والتي استهدفت منشآت نووية ومراكز قيادة تابعة للحرس الثوري الإيراني في العاصمة طهران وأصفهان.

العملية الإسرائيلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من بينهم ضباط كبار، مما دفع النظام الإيراني إلى تفعيل خطة الرد العسكري العلني، واستخدام الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة كرسالة واضحة بأن إيران لن تتهاون في الرد على ما وصفته بـ”الاعتداء السافر”.

أثر الضربات على الداخل الإسرائيلي

لم يكن وقع هذه الضربات عسكريًا فحسب، بل امتد ليشمل الأثر النفسي والاقتصادي داخل المجتمع الإسرائيلي. فبينما حاولت الحكومة طمأنة المواطنين من خلال تصريحات رسمية عن “السيطرة على الموقف”، أظهرت اللقطات الحية من المدن الشمالية مشاهد فزع، وهروب جماعي نحو الملاجئ، وعرقلة في حركة الطيران المدني والتجاري.

كما تأثرت الأسواق المالية الإسرائيلية، حيث سجل مؤشر “تل أبيب 35” انخفاضًا بنسبة 4% فور الإعلان عن سقوط الصواريخ، في حين ارتفعت أسعار التأمين على الممتلكات بنسبة 18% خلال ساعات قليلة.

رد الفعل الإسرائيلي: هل سيكون هناك تصعيد مضاد؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن في خطاب عاجل بأن “إسرائيل لن تمرر هذا العدوان الإيراني مرور الكرام”، مشيرًا إلى أن “الرد سيكون موجعًا وحاسمًا”. وأكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن الجيش الإسرائيلي حصل على الضوء الأخضر للرد عسكريًا على جميع مصادر التهديد، سواء داخل إيران أو عبر الميليشيات الحليفة لها في سوريا ولبنان.

كما تم استدعاء 20 ألف جندي احتياط لتعزيز الجبهة الشمالية والوسطى، ورفع درجة التأهب على طول الحدود مع لبنان وسوريا.

ردود الفعل الدولية: قلق ومطالب بالتهدئة

من جهتها، أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما البالغ من التصعيد الأخير، داعين الطرفين إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض أن “استهداف المدنيين سواء في إسرائيل أو إيران لا يخدم سوى تأجيج الصراع”، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن “أي انزلاق إضافي قد يؤدي إلى مواجهة إقليمية شاملة يصعب احتواؤها”.

إلى أين تتجه الأمور؟ السيناريوهات المحتملة

مع كل دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية، يصبح التساؤل حول مستقبل هذا التصعيد أكثر إلحاحًا. ووفقًا لخبراء عسكريين، فإن هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

1. تصعيد متبادل يقود إلى حرب إقليمية تشمل إسرائيل، إيران، وميليشيات إقليمية كحزب الله والحوثيين.
2. رد إسرائيلي محدود يحاول الحفاظ على الردع دون التورط في حرب طويلة.
3. تدخل دولي ضاغط يجبر الطرفين على وقف إطلاق النار والعودة للتهدئة عبر وساطة أمريكية أو أممية.

خاتمة: الشرق الأوسط أمام مفترق طرق

تشير التطورات الأخيرة إلى أن الشرق الأوسط يدخل مرحلة غير مسبوقة من التوتر، مع تقاطع الصواريخ فوق المدن، وتبادل الاتهامات والضربات. الدفعة الرابعة من الصواريخ الإيرانية نحو شمال إسرائيل تمثل ليس فقط ردًا عسكريًا، بل أيضًا رسالة سياسية بأن قواعد الاشتباك التقليدية لم تعد قائمة، وأن المنطقة على أبواب تحولات كبرى قد تُعيد رسم خرائط النفوذ والردع لعقود قادمة.

يبقى السؤال الآن: هل نحن أمام نهاية حرب خفية وبداية مواجهة علنية بين طهران وتل أبيب؟ أم أن هناك من لا يزال يملك مفتاح التهدئة قبل فوات الأوان؟