
في خطوة وُصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب، أعلن الجيش الإسرائيلي عن خطة جديدة تهدف إلى السيطرة على 75% من مساحة قطاع غزة خلال الشهرين القادمين. تأتي هذه الخطوة بعد فشل محاولات تهدئة سابقة، وفي ظل اتهامات دولية متزايدة بانتهاك حقوق الإنسان وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
تستهدف هذه الحملة، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، تدمير ما تبقى من البنية التحتية لحركة حماس وحرمانها من السيطرة على أي جزء من القطاع. وترافق ذلك مع خطة لإعادة توزيع السكان الفلسطينيين نحو 25% فقط من مساحة غزة.
تفاصيل الخطة الإسرائيلية: السيطرة وتفكيك حماس
تسعى إسرائيل من خلال هذه الخطة إلى تحقيق أهداف عسكرية واستراتيجية حاسمة، تشمل:
- الاستيلاء على 75% من أراضي قطاع غزة، خصوصًا المناطق التي تعتبرها معاقل لحركة حماس.
- تهجير واسع النطاق للمدنيين الفلسطينيين نحو ما يُطلق عليه “المناطق الإنسانية”، التي تمثل فقط ربع مساحة القطاع.
- تدمير شامل للبنية التحتية المرتبطة بحماس، بما في ذلك الأنفاق، ومواقع الإطلاق، والمراكز القيادية.
- إنشاء مراكز توزيع مساعدات إنسانية بإدارة أمريكية، تهدف إلى منع حماس من الاستفادة من المساعدات الدولية.
تأتي هذه التحركات العسكرية بعد أن تمكنت حماس من استعادة بعض المناطق التي سبق أن سيطر عليها الجيش الإسرائيلي، مما شكل تهديدًا مباشرًا على فعالية العمليات العسكرية السابقة.
الكارثة الإنسانية تزداد: تهجير قسري ومعاناة مدنية
في ظل هذه الخطط العسكرية، حذرت منظمات الإغاثة الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، من أن الواقع الإنساني في غزة يزداد سوءًا بشكل خطير. وبحسب تقارير ميدانية:
- قُتل أكثر من 53,000 فلسطيني منذ بداية الحرب، معظمهم من النساء والأطفال.
- يعيش أكثر من 80% من سكان غزة في حالة نزوح داخلي بعد تهدم منازلهم بالكامل أو بشكل جزئي.
- نقص حاد في الغذاء والدواء، بالتوازي مع تدهور النظام الصحي بشكل كارثي.
وصف أحد مسؤولي منظمة الصحة العالمية الوضع في غزة بـ”الكارثة الإنسانية الكاملة”، مشيرًا إلى أن خطط التهجير القسري تنتهك القانون الدولي بشكل واضح.
خطة المساعدات الأمريكية: إنقاذ أم توريط؟
أحد المحاور المثيرة للجدل في الخطة الإسرائيلية هو التعاون مع الولايات المتحدة لإنشاء مراكز توزيع مساعدات تديرها شركات أمريكية. تهدف هذه المبادرة، وفقًا لتصريحات المسؤولين، إلى ضمان وصول المساعدات للفلسطينيين دون تدخل حماس.
لكن هذه الخطة وُجهت بانتقادات شديدة من:
- منظمات الإغاثة التي اعتبرت أن المراكز تقع في مناطق خطر، مما يعرض حياة المدنيين للخطر.
- محللين سياسيين رأوا أن البرنامج يعزز منطق الحصار ويقنن التهجير القسري.
- الأمم المتحدة، التي أكدت أن توزيع المساعدات يجب ألا يكون مشروطًا بالتحرك داخل مناطق الصراع.
ردود الفعل الدولية: قلق وتصعيد في المواقف
أثار الإعلان عن خطة السيطرة على 75% من قطاع غزة ردود فعل غاضبة من المجتمع الدولي. فبينما أعلنت بعض الدول الأوروبية عن قلقها من التصعيد، دعت دول أخرى، مثل تركيا وجنوب أفريقيا، إلى تحقيق دولي عاجل في جرائم الحرب المحتملة.
كما أعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من أن تؤدي هذه الخطط إلى:
- إبادة جماعية غير مباشرة بحق المدنيين الفلسطينيين.
- توسيع رقعة النزاع في المنطقة لتشمل لبنان وسوريا وربما إيران.
- انهيار أي جهود مستقبلية للسلام أو التهدئة.
مصير المفاوضات والرهائن: في مهب الريح
رغم الضغوط الأمريكية للتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، فإن هذه الخطة العسكرية قد تقضي على أي أمل في التفاوض.
ويقول محللون إن المضي قدمًا في السيطرة العسكرية دون تسوية سياسية حقيقية سيزيد من تعقيد الوضع ويدخل المنطقة في حرب طويلة الأمد قد تستمر لسنوات.
تحليل سياسي: استراتيجية خطر أم نهاية لحماس؟
يرى بعض الخبراء أن الخطة الإسرائيلية، رغم أنها تبدو طموحة ومخطط لها بدقة، إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من المخاطر:
- من ناحية سياسية، فإن التهجير القسري وتدمير البنية التحتية قد يؤدي إلى تعزيز الدعم الشعبي لحماس بدلًا من إضعافها.
- ومن الناحية الأمنية، فإن السيطرة على 75% من القطاع تتطلب موارد عسكرية ضخمة قد لا يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحملها لفترة طويلة.
- أما من ناحية العلاقات الدولية، فإن استمرار القصف والدمار سيؤدي إلى تدهور صورة إسرائيل على الساحة العالمية.
خاتمة: إلى أين تتجه غزة؟
في ظل تطورات متسارعة وتحركات عسكرية غير مسبوقة، تقف غزة أمام مرحلة حرجة في تاريخها. بين نيران القصف، وخطط السيطرة، والتشريد الجماعي، يبدو أن القطاع يتجه نحو مصير غامض مليء بالمعاناة والتوتر.
الأسئلة المطروحة الآن:
هل تنجح إسرائيل فعلًا في السيطرة على 75% من غزة؟
هل ستؤدي هذه الحملة إلى القضاء على حماس أم إلى ولادة جولة جديدة من الصراع؟
وهل يتحرك العالم لإنقاذ المدنيين، أم أن الصمت الدولي سيستمر حتى فوات الأوان؟
[…] من العمر 10 سنوات، كانت تقيم مع عائلتها في أحد أحياء مدينة غزة. مع تصاعد العدوان الإسرائيلي في مايو 2025، اضطرت عائلتها […]
[…] في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بينما تتصاعد الضغوط الدولية لإيقاف الحرب وتقديم […]
[…] أن الصورة أثارت ردود فعل غاضبة حتى داخل المجتمع الإسرائيلي. إذ شبّه الأكاديمي الإسرائيلي “شائيل بن أفرايم” […]