
في تطور ميداني خطير، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لسكان مناطق في قطاع غزة، وسط تصعيد مستمر ومعارك عنيفة في أكثر من محور. أثار هذا القرار موجة من القلق والذعر بين المدنيين، وطرح تساؤلات عن الأهداف العسكرية الحقيقية من هذه التحركات، وما إذا كانت تمهيدًا لاجتياح بري شامل.
أوامر إخلاء مفاجئة: مناطق مستهدفة وتحذيرات مكثفة
أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن إصدار أوامر إخلاء جديدة لسكان عدد من الأحياء والمناطق في مدينة غزة وشمال القطاع، تحت ذريعة العمليات العسكرية و”الضرورات الأمنية”. ووجهت الأوامر عبر منشورات ورقية، اتصالات هاتفية، ورسائل نصية تحذر المدنيين من البقاء في مناطق محددة صنّفتها “مناطق عمليات عسكرية”.
من أبرز المناطق التي شملتها الأوامر الجديدة:
- حي الزيتون شرق مدينة غزة
- مخيم الشاطئ غرب المدينة
- مناطق شرق خان يونس وبيت حانون
- أحياء في شمال القطاع قرب الحدود
وقد رافق هذه الأوامر قصف مكثف بالطائرات والمدفعية، ما دفع آلاف العائلات للنزوح من جديد وسط ظروف إنسانية مأساوية.
الهدف المعلن: “ضرب البنية التحتية للمقاومة”
وفق التصريحات الرسمية الإسرائيلية، تهدف أوامر الإخلاء إلى إخلاء المناطق التي تعتقد إسرائيل أنها تحتوي على أنفاق، مخازن سلاح، ومراكز عمليات تابعة لحركة حماس وكتائب القسام. وادعى المتحدث باسم الجيش أن “الجيش لا يستهدف المدنيين، بل يسعى لتقليل الخسائر البشرية من خلال تحذير السكان قبل أي عملية”.
لكن الواقع على الأرض يروي قصة أخرى، إذ أن القصف طال منازل سكنية، ومدارس تأوي نازحين، وحتى سيارات إسعاف، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء.
ردود فعل فلسطينية غاضبة: “تهجير قسري مستمر”
وصفت وزارة الصحة الفلسطينية ومؤسسات حقوقية محلية ودولية هذه الأوامر بأنها “امتداد لسياسة التهجير القسري الممنهج” التي يمارسها الاحتلال منذ بداية الحرب. وأكدت أن الأوضاع الإنسانية باتت كارثية، حيث لا تتوفر أماكن آمنة للنزوح إليها، خاصة مع اكتظاظ المدارس والمستشفيات بالنازحين والجرحى.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إن “الاحتلال يمارس سياسة الأرض المحروقة، ويهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني عبر فرض النزوح القسري مرة تلو الأخرى”.
مشاهد من الميدان: نزوح تحت النار
رصدت عدسات الصحفيين مشاهد مأساوية لعائلات تهرب من منازلها سيرًا على الأقدام، تحمل أطفالها وحقائبها القليلة وسط أصوات القصف والانفجارات. بعضهم لم يجد سوى الخيام أو المدارس المهجورة ملاذًا، بينما اضطر آخرون للجوء إلى المناطق الحدودية الجنوبية رغم خطورتها.
ويقول أحد النازحين: “نُهجر كل يوم… لا نعرف إلى أين نذهب. لم يبقَ مكان آمن في غزة”.
تحليلات عسكرية: هل نحن أمام اجتياح بري واسع؟
يرى محللون عسكريون أن هذه الأوامر قد تكون تمهيدًا لتحرك بري أوسع في المناطق التي تم إخلاؤها، لا سيما أن الجيش الإسرائيلي يعتمد منذ بداية الحرب على “التفريغ السكاني” قبل الدخول البري. كما تشير المعطيات إلى تحركات ميدانية مكثفة للقوات المدرعة الإسرائيلية قرب الحدود.
وتعتبر مناطق مثل حي الزيتون وشرق خان يونس مواقع استراتيجية للسيطرة على خطوط إمداد المقاومة، وقد تكون هدفًا لعمليات برية خلال الساعات أو الأيام القادمة.
المجتمع الدولي: صمت مريب وتحذيرات خجولة
رغم فداحة المشهد، لم يصدر عن معظم القوى الكبرى سوى بيانات خجولة تطالب بـ”ضبط النفس”، في حين أعربت منظمات أممية عن “قلقها العميق” من استمرار عمليات النزوح دون توفير ممرات آمنة أو مساعدات كافية.
وحذرت الأمم المتحدة من أن “الوضع الإنساني في غزة وصل إلى نقطة الانهيار”، خاصة مع تعطل الخدمات الصحية وشح المياه والدواء والغذاء.
السيناريوهات المحتملة خلال الأيام القادمة
- اجتياح بري موسع: إذا استمرت عمليات الإخلاء، فالأرجح أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاجتياح بري واسع لاستهداف ما يسميه “بقايا البنية التحتية للمقاومة”.
- تكثيف الغارات الجوية: قد يُستخدم الإخلاء كغطاء لموجة جديدة من الغارات المكثفة دون الحاجة لاجتياح بري فعلي.
- تهجير دائم؟: تخشى منظمات حقوقية أن يكون هدف الاحتلال خلق “مناطق عازلة دائمة” عن طريق تهجير السكان قسريًا وفرض أمر واقع جديد.
❓ ما هي المناطق التي شملتها أوامر الإخلاء الأخيرة في غزة؟
حي الزيتون، مخيم الشاطئ، أجزاء من خان يونس، وبيت حانون، إضافة إلى مناطق أخرى في شمال قطاع غزة.
❓ هل هناك أماكن آمنة للنازحين في غزة الآن؟
لا، فبحسب المؤسسات الدولية والمحلية، لا توجد مناطق آمنة حقيقية في غزة، والملاجئ والمدارس امتلأت بالكامل.
❓ هل تنوي إسرائيل تنفيذ اجتياح بري جديد؟
المعطيات تشير إلى احتمال كبير باجتياح بري في المناطق التي تم إخلاؤها، خاصة شرق غزة وشمالها.
[…] دونالد ترامب بأن الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قد يتم “اليوم أو غداً”، مؤكدًا أن […]