Yaron Lischinsky and Sarah Milgrim met when she started working at the Israeli Embassy in Washington in November 2023.Credit...The Milgrim family
مأساة دبلوماسية: مقتل موظفين من السفارة الإسرائيلية في واشنطن في هجوم مسلح

في حادثة مروعة هزت المجتمع الدبلوماسي في الولايات المتحدة والعالم، قُتل اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة مساء الأربعاء 21 مايو 2025، إثر إطلاق نار وقع خارج متحف “كابيتال اليهودي” خلال فعالية دبلوماسية. الضحيتان هما يارون ليشينسكي وسارة ميلغريم، وكلاهما كانا من الوجوه الشابة والبارزة في العمل الدبلوماسي الإسرائيلي في أمريكا.

تفاصيل الهجوم

وقع الهجوم بينما كان الضحيتان يغادران فعالية نظمتها اللجنة اليهودية الأمريكية تحت عنوان “استقبال الدبلوماسيين الشباب”، وهي فعالية تهدف لتعزيز العلاقات بين المؤسسات اليهودية والدبلوماسيين الجدد.

وبحسب التحقيقات الأولية، قام المهاجم، ويدعى إلياس رودريغيز (31 عامًا) من مدينة شيكاغو، بإطلاق النار عليهما من مسافة قريبة. بعد تنفيذ الجريمة، دخل رودريغيز مبنى المتحف وتم توقيفه من قبل عناصر الأمن. شهود عيان أكدوا أنه كان يردد عبارات مؤيدة لفلسطين مثل “فلسطين حرة” أثناء القبض عليه.

مَن هما الضحيتان؟

يارون ليشينسكي

شاب يبلغ من العمر 30 عامًا، يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والألمانية، وكان يعمل باحثًا في القسم السياسي بالسفارة. وُصف بأنه من أبرز الكفاءات الصاعدة في السلك الدبلوماسي الإسرائيلي، وكان معروفًا بحسن تعامله وشغفه بالعمل العام.

سارة ميلغريم

شابة أمريكية تبلغ من العمر 26 عامًا، من ولاية كانساس، تعمل في قسم الدبلوماسية العامة بالسفارة. كانت مسؤولة عن التوعية الإعلامية والتواصل مع الجاليات المحلية. طموحة وذكية، تركت بصمة كبيرة رغم صغر سنها.

كانا مرتبطين بعلاقة حب قوية، وكانا يُخططان للخطوبة في رحلة قريبة إلى القدس، حيث كان ليشينسكي قد اشترى خاتم الخطوبة بالفعل.

دوافع الهجوم والتحقيقات الجارية

السلطات الأمريكية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، تحقق في الحادث على أنه هجوم بدوافع سياسية وربما كراهية، وذلك بالنظر إلى تصريحات المشتبه به وسلوكه أثناء الاعتقال.

وقد تم العثور على منشورات سابقة على وسائل التواصل الاجتماعي نشرها المشتبه به، يُعرب فيها عن استيائه من الأوضاع في غزة، كما تحدث عن “وجوب تصعيد المواجهة”.

لا تزال السلطات تدرس ما إذا كان رودريغيز ينتمي إلى جماعة سياسية أو أيديولوجية، أم أنه تصرف بشكل فردي.

ردود الفعل الدولية

الحادث أثار موجة من الغضب والاستنكار:

  • الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدان الهجوم ووصفه بـ”الجريمة الوحشية القائمة على الكراهية ومعاداة السامية”.
  • الحكومة الإسرائيلية عبّرت عن حزنها العميق، ووجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتعزيز الحماية الأمنية حول السفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم.
  • المنظمات اليهودية والدبلوماسية في الولايات المتحدة نددت بالحادث، معتبرةً إياه تهديدًا خطيرًا للدبلوماسيين.

أثر الحادث على الساحة السياسية

وقع هذا الحادث في وقت تتصاعد فيه التوترات بسبب الصراع المستمر في غزة، ما يُثير قلقًا واسعًا بشأن إمكانية انتقال العنف من الشرق الأوسط إلى أراضي الدول الغربية عبر هجمات فردية أو منظمات متطرفة.

ويخشى مراقبون أن يؤدي هذا النوع من الهجمات إلى:

  • مزيد من التحفظات الأمنية على الفعاليات الدبلوماسية.
  • تقليص فرص الحوار الدبلوماسي في بيئات تُوصف تقليديًا بالآمنة.
  • توتر العلاقات بين الجاليات المختلفة داخل الولايات المتحدة، وخاصة بين المؤيدين لفلسطين وإسرائيل.

نهاية مأساوية لحب بدأ في أروقة السفارة

بعيدًا عن السياسة، فإن هذا الحادث مثّل نهاية مأساوية لقصة حب واعدة بين شابين التقيا أثناء عملهما بالسفارة الإسرائيلية. سارة ويارون كانا يستعدان لبدء حياة جديدة معًا، لكن رصاصات الكراهية باغتتهما قبل أن يُحققا هذا الحلم.

خاتمة

الهجوم الذي استهدف موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن يُعد جرس إنذار خطير بشأن الأبعاد التي قد تصل إليها التوترات السياسية. وبينما تتواصل التحقيقات، تبقى الأسئلة مفتوحة حول دوافع المهاجم، ومدى استعداد الحكومات لحماية دبلوماسييها في زمن يشهد تصاعدًا في العنف، سواء في الشرق الأوسط أو خارجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *