
في لحظةٍ حاسمة، تحوّلت السفينة الإنسانية مادلين إلى محور أزمة بحرية دولية بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي صفارات الإنذار على متنها، معلنة بدء حصار مباشر وسط المياه الدولية. وبينما كان النشطاء يستعدون للوصول إلى غزة المحاصرة، كانت إسرائيل تستعد لمواجهة جديدة، ليس فقط بالسلاح بل أيضًا بالرعب النفسي والضغط العسكري.
ما هي السفينة مادلين ؟
“مادلين” هي سفينة إنسانية شاركت ضمن أسطول الحرية 2025، وغادرت ميناء كاتانيا في إيطاليا بداية شهر يونيو، محملة بالمساعدات الإنسانية، وتقل ناشطين من أوروبا وآسيا وأمريكا، أبرزهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ.
الهدف الأساسي للسفينة:
- كسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ 2007.
- إيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى سكان غزة.
- لفت انتباه العالم إلى معاناة الفلسطينيين تحت الحصار الإسرائيلي.
التفاصيل الميدانية: صفارات الإنذار تدوي في عرض البحر
في صباح يوم 9 يونيو 2025، أفادت مصادر إعلامية وحقوقية بأن السفينة “مادلين” تعرضت لحصار مباشر من قِبل زوارق إسرائيلية حربية على بعد أقل من 90 ميلًا من شواطئ غزة.
وأطلقت هذه الزوارق صفارات إنذار حادة وبصوت عالٍ، في محاولة لإخافة الطاقم وإجباره على التوقف أو تغيير المسار.
أحد أفراد الطاقم قال في بث مباشر:
“أصوات الصفارات تصم الآذان… نشعر بضغط نفسي، لكننا لن نتراجع عن هدفنا.”
إسرائيل: رسائل تهديد لا تخطئها الآذان
أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بيانًا وصف فيه السفينة بأنها “انتهاك للسيادة البحرية”، وقال:
“لن نسمح لأي سفينة باختراق الحصار المفروض على غزة… من يقترب من حدودنا البحرية يتحمل العواقب.”
ولم يكتفِ الاحتلال بالصفارات فقط، بل أرسل أيضًا طائرات استطلاع بدون طيار لتصوير السفينة ومراقبتها لحظة بلحظة، وهو ما أكدته تقارير إعلامية نقلًا عن نشطاء على متن “مادلين”.
غريتا ثونبرغ: “لسنا أعداء، نحن شهود على الظلم”
الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، والتي خطفت الأنظار بوجودها على متن السفينة، قالت في مؤتمر صحفي عبر الأقمار الصناعية:
“هذه المهمة ليست ضد أحد. نحن هنا لنشهد على الظلم، ولنُسمع صوت من لا صوت لهم. الحصار جريمة، وكسره حق.”
الصمت الدولي: هل يراقب العالم فقط؟
رغم أن “مادلين” تقل جنسيات أوروبية وتحمل مساعدات إنسانية خالصة، لم يصدر حتى لحظة كتابة هذا المقال أي موقف رسمي من الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة بشأن الحصار العسكري المفروض على السفينة.
منظمات حقوقية دولية مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” أصدرت بيانات تطالب إسرائيل بعدم التعرض للسفينة، محذرة من أن ذلك قد يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
لماذا يخيف الاحتلال سفينة صغيرة؟
رغم حجم “مادلين” الصغير، إلا أن رمزيتها كبيرة:
- تكشف للعالم زيف مزاعم إسرائيل حول “السلام”.
- تسلط الضوء على الحصار المفروض على 2.3 مليون فلسطيني في غزة.
- تؤكد أن التضامن الدولي مع غزة يتزايد، حتى من خارج العالم العربي.
السيناريوهات المحتملة في الساعات القادمة
السيناريو | التفاصيل |
---|---|
اقتحام إسرائيلي | كما حدث سابقًا مع سفينة “مافي مرمرة”، قد تقوم القوات الخاصة الإسرائيلية بعملية إنزال للسيطرة على السفينة. |
احتجاز الطاقم | من المرجح أن يتم نقل الطاقم إلى ميناء “أشدود” واحتجازهم لفترة قصيرة ثم ترحيلهم. |
ضغط دبلوماسي دولي | تدخل حكومات النشطاء (مثل السويد وإسبانيا) قد يمنع التصعيد. |
تراجع مؤقت | احتمال أن تتراجع السفينة بضغوط عسكرية دون اعتقال. |
الخلاصة: “مادلين” ليست النهاية، بل بداية موجة إنسانية جديدة
سواء وصلت “مادلين” إلى غزة أم تم اعتراضها، فإن مهمتها قد نجحت في إثارة الرأي العام وفضح ممارسات الاحتلال أمام العالم. هي سفينة صغيرة، لكن صوتها أقوى من صفارات الإنذار.