
في تطور ميداني هو الأبرز منذ أشهر، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك” رسميًا عن مقتل محمد السنوار، أحد أبرز قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وذلك خلال غارة جوية دقيقة استهدفت موقعًا تحت الأرض جنوب قطاع غزة. العملية التي وصفها الإعلام الإسرائيلي بـ”النوعية والاستراتيجية” هزت المشهد الأمني في المنطقة، وفتحت الباب أمام تساؤلات كبرى بشأن مستقبل التصعيد.
من هو محمد السنوار؟ ولماذا يُعد هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل؟
محمد السنوار هو شقيق يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، ويُعد أحد أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام. لعب السنوار دورًا محوريًا في إدارة العمليات الميدانية للحركة، وكان على رأس قائمة المطلوبين لدى الجيش الإسرائيلي منذ سنوات.
ويُقال إنه كان العقل المدبر خلف عدة عمليات نوعية، كما شارك في التخطيط والتنسيق لهجوم 7 أكتوبر 2023، والذي يُعد الحدث المفصلي في الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس.
تفاصيل العملية التي استهدفت محمد السنوار
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح 1 يونيو 2025، أن طائرات حربية استهدفت مجمع قيادة تحت الأرض يقع أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأضاف البيان أن العملية تمت بعد تحقيقات استخباراتية دقيقة، وبمشاركة وحدة التنسيق العملياتي بين الجيش والشاباك.
وبحسب بيان الشاباك، فإن المعلومات الاستخباراتية أكدت وجود محمد السنوار داخل المجمع السري، برفقة قياديين آخرين من حماس، من بينهم:
- محمد شبانة، قائد لواء رفح.
- مهدي كوارع، قائد كتيبة جنوب خان يونس.
وتم التأكيد لاحقًا من قبل مصادر أمنية أن الغارة الجوية أسفرت عن مقتل محمد السنوار، إلى جانب العناصر القيادية الأخرى، وهو ما اعتبرته تل أبيب “نجاحًا كبيرًا” في الحرب المستمرة ضد البنية التحتية لحماس.
الأهمية العسكرية لمقتل محمد السنوار
لا يخفى أن السنوار كان يعتبر أحد العقول العسكرية المدبرة داخل حماس، ويتمتع بخبرة كبيرة في إدارة المعارك الميدانية وتنظيم الشبكات السرية. وبحسب التحليلات الإسرائيلية، فإن تصفيته ستؤدي إلى:
- شلل مؤقت في العمليات الميدانية لحماس جنوب القطاع.
- ضربة نفسية قوية لقيادة التنظيم في ظل توالي استهداف القادة.
- تقويض قدرات القيادة والسيطرة، لا سيما بعد فقدان شخص على دراية عميقة بتكتيكات المواجهة.
هل كانت العملية انتهاكًا للقانون الدولي؟
رغم إعلان الجيش الإسرائيلي أن الموقع المستهدف كان خاليًا من المدنيين أثناء القصف، إلا أن تقارير من وزارة الصحة في غزة أشارت إلى وقوع أضرار في محيط المستشفى الأوروبي، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات قانونية بشأن استخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية، وهي قضية طالما أثارت الجدل في الحروب السابقة على غزة.
وفيما تؤكد إسرائيل أن حماس تتعمد “الاتّجار بالبشر” واستخدام المستشفيات كدروع بشرية، تنفي الحركة مرارًا هذه الاتهامات، وتعتبرها جزءًا من “الرواية الإسرائيلية المفبركة” لتبرير القصف.
ماذا قالت حماس عن مقتل محمد السنوار؟
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تصدر حركة حماس بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي مقتل محمد السنوار. لكن مصادر إعلامية تابعة للمقاومة اكتفت بالإشارة إلى “تصعيد خطير” في خان يونس، دون تقديم تفاصيل دقيقة حول الإصابات أو الخسائر البشرية.
وقد يرجح مراقبون أن تأخير تأكيد أو نفي الحادث يعود إلى طبيعة العملية التي جرت في موقع سري ومعزول، بالإضافة إلى التكتيك الإعلامي الذي تتبعه الحركة عادة في مثل هذه الحالات.
كيف تناول الإعلام الإسرائيلي مقتل السنوار؟
تناولت الصحف العبرية، مثل “يديعوت أحرونوت” و”هآرتس”، خبر مقتل السنوار باهتمام بالغ، حيث وصفت العملية بأنها “اختراق استخباراتي”، وأشادت بدور الشاباك في تحديد الموقع بدقة.
كما أشارت بعض التحليلات إلى أن هذه الضربة تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية جديدة تعتمد على استهداف الرؤوس القيادية بدقة متناهية بدلاً من توجيه ضربات شاملة، وذلك لتقليل الخسائر الجانبية وكسب التعاطف الدولي.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
حتى الآن، لم تُسجل ردود فعل دولية رسمية حول مقتل محمد السنوار، إلا أن مصادر دبلوماسية تحدثت عن قلق من تصعيد جديد في القطاع، خاصة إذا ما ردّت المقاومة بعمليات صاروخية واسعة أو تسللات نوعية.
أما على الصعيد العربي، فقد علّقت بعض الجهات الإعلامية على الحادث، وسط دعوات لوقف التصعيد وحماية المدنيين. ويرى بعض المراقبين أن استمرار سياسة الاغتيالات قد تدفع الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة غير التقليدية.
سيناريوهات محتملة بعد مقتل محمد السنوار
- تصعيد عسكري كبير من قبل فصائل المقاومة.
- ردود انتقامية سريعة تستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية.
- دخول وساطات عربية ودولية لمنع اندلاع حرب جديدة.
- احتمال تصعيد إسرائيلي إضافي لاستهداف باقي قادة القسام.
هل تغير موازين القوى بعد مقتل السنوار؟
من المبكر الجزم، لكن المتابعين يعتقدون أن اغتيال قيادي بهذا الوزن سيؤثر على توازن الصراع، ولو مرحليًا. ومع استمرار إسرائيل في استهداف القادة، قد تجد حماس نفسها مضطرة لإعادة توزيع المهام والتخطيط بطريقة جديدة.
[…] كشفت إسرائيل يوم الأحد رسميًا عن انتشال جثمان الشهيد محمد السنوار، شقيق زعيم حركة حماس يحيى السنوار، من نفق يقع تحت […]