
في تطور لافت يعكس تشدد الموقف الإسرائيلي بشأن الحرب المستمرة في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء 21 مايو 2025، أن وقف العمليات العسكرية لن يتم إلا بتحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، على رأسها نزع سلاح حركة حماس وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإعادة توطين سكان غزة في دول عربية مجاورة.
شروط إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة
أكد نتنياهو أن إسرائيل لا تسعى حاليًا لإنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها الأمنية كاملة، مشددًا على أن أي وقف دائم لإطلاق النار سيكون مشروطًا بتنفيذ ما وصفه بـ”رؤية الأمن القومي الإسرائيلي”، والتي تشمل:
- نزع سلاح حركة حماس بالكامل.
- إبعاد قادة حماس عن غزة نهائيًا.
- فرض سيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع.
- تنفيذ خطة ترامب لإعادة توطين سكان غزة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن “وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار قد يُعتمد فقط ضمن صفقة لتبادل الأسرى”، موضحًا أن هناك ما لا يقل عن 20 رهينة لا يزالون على قيد الحياة داخل القطاع، وأن إسرائيل تبذل جهودًا حثيثة لتحريرهم.
دعم صريح لسياسات ترامب وخطة إعادة التوطين
في موقف قد يثير جدلاً دوليًا، أعرب نتنياهو عن دعمه القوي لسياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لا سيما خطة “إعادة التوطين” المثيرة للجدل، والتي تُعرف إعلاميًا باسم “صفقة ترامب لإعادة توطين سكان غزة”.
وتنص هذه الخطة على نقل جزء كبير من سكان غزة إلى دول عربية مجاورة مثل مصر أو الأردن، وهو ما تعتبره الحكومة الإسرائيلية “حلًا إنسانيًا دائمًا للصراع”، في حين ترفضه الدول العربية والمنظمات الحقوقية رفضًا قاطعًا وتصفه بمحاولة لفرض التهجير القسري.
تهديدات لإيران ودعم لسياسة “الضغط الأقصى”
لم يقتصر حديث نتنياهو على الملف الفلسطيني فقط، بل تطرق أيضًا إلى التهديد الإيراني، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستواصل مراقبة تحركات إيران في المنطقة عن كثب، ولن تتردد في اتخاذ إجراءات عسكرية إذا رأت تهديدًا مباشرًا لأمنها.
وقال نتنياهو: “ندعم سياسة ترامب للضغط الأقصى على إيران… ولن نسمح لطهران بامتلاك قدرات نووية”.
أزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث، حيث تفيد التقارير بأن عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية تجاوز 53,600 شخص، فيما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 122,000، وسط تحذيرات من مجاعة محتملة بسبب استمرار الحصار وتوقف إمدادات الغذاء والمساعدات.
ردود فعل دولية متباينة
رغم أن تصريحات نتنياهو قوبلت بترحيب من بعض الأوساط الإسرائيلية، فإنها أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الدولية، خاصة في الدول العربية ومنظمات حقوق الإنسان، التي اعتبرت خطة التهجير خرقًا فاضحًا للقانون الدولي.
في المقابل، يواصل نتنياهو تبني خطاب متشدد، مؤكدًا أن “إسرائيل لن تنهي الحرب حتى تحقق النصر الكامل”، على حد تعبيره.