في واقعة صدمت العالم وانتشرت كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، تعرض سائح هندي لهجوم مرعب من نمر ضخم أثناء محاولته التقاط صورة سيلفي معه داخل أحد الأقفاص في منتزه “تايغر كينغدوم” في تايلاند.
اللحظة التي كانت ستُخلّد كذكرى جميلة، تحوّلت إلى مشهد رعب وثّقته عدسات الزوار، وانتشر الفيديو على نطاق واسع، ما أثار مخاوف وتساؤلات عديدة حول مدى أمان السياحة التي تتيح التفاعل المباشر مع الحيوانات البرية.
تفاصيل الهجوم: من داخل قفص النمر
في الفيديو المتداول، يظهر السائح وهو يقترب من النمر المستلقي داخل القفص برفقة مدرب، محاولًا الجلوس بجانبه والتقاط صورة. وبينما كان السائح يجهز هاتفه، انقض النمر فجأة وبسرعة خاطفة، موجهًا ضرباته نحو الرجل الذي أصيب بجروح واضحة في اليد والساق.
رد فعل فوري من الحراس
سارع الموظفون في المنتزه بالتدخل، مستخدمين أدوات لتشتيت انتباه النمر وإبعاده عن الضحية، وتم نقل السائح مباشرة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات، حيث تبيّن أن إصاباته طفيفة لكنه في حالة صدمة نفسية شديدة.
من هو السائح الذي تعرض للهجوم؟
السائح هو شاب هندي يبلغ من العمر 38 عامًا، كان في زيارة سياحية لتايلاند، وتحديدًا إلى بوكيت، ضمن مجموعة من أصدقائه. وقد أكد في تصريحات لاحقة أنه لم يكن يتوقع أن يتحول المشهد إلى تجربة مرعبة تهدد حياته.
أين وقعت الحادثة؟ وما هو منتزه “تايغر كينغدوم”؟
نبذة عن المنتزه
Tiger Kingdom Phuket هو أحد أشهر المرافق السياحية في تايلاند، حيث يتيح للزوار الاقتراب من النمور والتقاط الصور معها داخل أقفاص، بعد توقيع إقرار يُعفي الإدارة من أي مسؤولية قانونية في حال وقوع حوادث.
السياحة مع الحيوانات المفترسة
يشتهر المنتزه بجذب آلاف السياح سنويًا، لا سيما أولئك الراغبين في تجربة مثيرة وفريدة. لكن هذه الحادثة أثارت تساؤلات خطيرة حول مدى أخلاقية وسلامة هذا النوع من السياحة.
ردود الفعل: صدمة وغضب عالمي
بعد انتشار الفيديو، انقسمت الآراء عبر الإنترنت:
- بعضهم ألقى اللوم على السائح لاقترابه غير المدروس من النمر.
- آخرون وجهوا أصابع الاتهام للمنتزه، واتهموه بالإهمال وتعريض حياة الزوار للخطر.
- نشطاء حقوق الحيوان طالبوا بإغلاق هذه الأماكن التي تستغل الحيوانات المفترسة لأغراض ترفيهية.
هل السياحة مع النمور آمنة فعلاً؟
السؤال الأهم الذي طُرح بعد الحادثة:
هل يمكن الوثوق بالحيوانات البرية مهما تم تدريبها؟
رأي الخبراء
- يشدد البيطريون وخبراء الحياة البرية على أن السلوك الغريزي للحيوانات المفترسة لا يمكن التنبؤ به.
- حتى وإن كانت هذه الحيوانات “مروّضة”، فإنها تبقى مفترسة بطبيعتها وقد تنقض فجأة دون سابق إنذار.
الأبعاد الأخلاقية: هل نعامل الحيوانات كمجرد أدوات ترفيهية؟
استغلال الحيوانات للسياحة
في السنوات الأخيرة، ازدهرت السياحة التي تتضمن “لقاءات قريبة” مع الأسود، النمور، والقرود، لكنها غالبًا ما تعتمد على تقييد الحيوانات وتخديرها لفترات طويلة، وهو ما يثير اعتراضات من منظمات الرفق بالحيوان.
مطالبات بوقف هذه الأنشطة
بعد حادثة الهجوم، تصاعدت الأصوات التي تطالب بـ:
- إغلاق المنتزهات السياحية التي تعتمد على استغلال الحيوانات.
- فرض رقابة أكثر صرامة على التفاعل مع الحيوانات المفترسة.
- إطلاق حملات توعوية للسياح حول مخاطر هذه الأنشطة.
دروس مستفادة: كيف نحمي أنفسنا والحيوانات؟
- لا تثق أبدًا في “ترويض” الحيوانات البرية، فهي ليست أليفة مهما بدا الأمر.
- تجنب السياحة التي تعتمد على إساءة معاملة الكائنات الحية، ولو بدافع الترفيه.
- كن مسؤولًا في اختياراتك السياحية، وتأكد من أن تجربتك لا تعرّض كائنًا حيًا للأذى أو القلق.
مستقبل منتزه “تايغر كينغدوم”: هل سيتم إغلاقه؟
بعد هذه الحادثة، فتحت السلطات التايلاندية تحقيقًا رسميًا في ظروف الحادثة ومدى التزام المنتزه بالإجراءات الأمنية.
لكن يبقى مصير المنتزه غير محسوم، في انتظار نتائج التحقيق وضغط الرأي العام المحلي والدولي.
خلاصة: صورة تساوي ألف جرح!
ما بدأ كمحاولة لالتقاط “صورة سيلفي” مثالية تحول إلى درس قاسٍ عن حدود التفاعل مع الطبيعة.
هذه الحادثة تسلط الضوء على الحاجة إلى مراجعة علاقتنا مع الحيوانات البرية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتحويلها إلى أدوات للترفيه.