في خطوة مفاجئة أعادت رسم ملامح سباق التسلح العالمي، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الإثنين 20 مايو 2025، عن مشروع دفاعي غير مسبوق أطلق عليه اسم “القبة الذهبية“، وهو نظام دفاع صاروخي متطور يُتوقع أن يحوّل الولايات المتحدة إلى حصنٍ لا يُخترق، حتى من هجمات قادمة من الفضاء الخارجي.
ما هي القبة الذهبية؟
بحسب تصريح ترامب خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، فإن “القبة الذهبية” هي منظومة دفاع صاروخي متعددة الطبقات، ترتكز على شبكة من الأقمار الصناعية المتطورة التي ستتمركز في المدار الأرضي المنخفض، بهدف رصد واعتراض الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية، وحتى تهديدات قادمة من الفضاء.
وأوضح ترامب:
“القبة الذهبية ستكون درعاً لا مثيل له… سنحمي كل شبر من تراب أمريكا، حتى لو جاء الخطر من السماء أو من أعماق الفضاء!”
تكلفة خيالية وتقنية خارقة
يُقدّر أن تصل تكلفة المشروع إلى أكثر من 175 مليار دولار، منها 25 مليار دولار ستُدرج ضمن ميزانية العام المقبل، بحسب ما أكده البيت الأبيض.
المشروع سيتضمن إطلاق آلاف الأقمار الصناعية الصغيرة، على غرار مشروع “ستارلينك”، لتشكيل شبكة ذكية قادرة على تتبع واعتراض أي تهديد في غضون ثوانٍ.
لماذا القبة الذهبية الآن؟
تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات العالمية، خصوصًا مع تصاعد التهديدات الصاروخية من دول مثل كوريا الشمالية وإيران، بالإضافة إلى تنامي قدرات روسيا والصين في مجال الصواريخ الفرط صوتية والأسلحة الفضائية.
ويعتقد خبراء عسكريون أن القبة الذهبية قد تمثل بداية سباق جديد نحو “عسكرة الفضاء”، حيث ستسعى الدول الكبرى لتأمين مواقعها الفضائية ليس فقط للاستطلاع، بل أيضًا للردع والدفاع.
هل هي خيال علمي أم واقع يقترب؟
رغم الجدل حول إمكانية تنفيذ هذا المشروع الضخم، إلا أن التقدم التكنولوجي الذي شهده العالم في العقد الأخير، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة الموجهة، قد يجعل من “القبة الذهبية” واقعًا قريب التحقق.
الخبير العسكري “جون هاوارد” قال لمجلة DefenseTech:
“هذا المشروع أشبه بما كنا نراه في أفلام الخيال العلمي… لكن الآن، مع هذه التقنيات، يبدو الأمر أكثر واقعية مما نتخيل.”
الكلمة الأخيرة
“القبة الذهبية” ليست مجرد مشروع عسكري، بل إعلان صريح من ترامب بأن الولايات المتحدة ستتربع على عرش التفوق العسكري في الفضاء لعقود قادمة. وبينما يتساءل العالم عن التبعات السياسية والعسكرية لهذا النظام، يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق يعود بقوة إلى الساحة العالمية، ولكن هذه المرة بـ”قبة من ذهب”.