Apple CEO Tim Cook, left, and President Donald Trump speak to the press during a tour of the Flextronics computer manufacturing facility in Austin, Texas, where Apple’s Mac Pros are assembled, Nov. 20, 2019.
Mandel Ngan | AFP | Getty Images
ترامب يتوعّد آبل: "آيفون المستورد سيدفع الثمن".. تعرف على تفاصيل الرسوم الجديدة وخفايا الصدام المحتمل

في خطوة قد تُشعل فتيل مواجهة اقتصادية جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عزمه فرض تعرفة جمركية بنسبة 25% على هواتف آيفون المصنوعة خارج الولايات المتحدة، في حال عودته إلى البيت الأبيض. هذا الإعلان المفاجئ أثار موجة من الجدل في الأوساط الاقتصادية والتكنولوجية، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على المستهلكين وسلاسل التوريد العالمية.

بداية الصدام: ترامب يفتح النار على آبل

صرّح ترامب، خلال لقاء انتخابي ناري في ولاية أوهايو، بأن شركات التكنولوجيا الكبرى “تستغل الاقتصاد الأمريكي” عبر تصنيع منتجاتها في الخارج وبيعها للمستهلك الأمريكي دون أن تُقدّم شيئًا للاقتصاد المحلي. وقال بالحرف:

“إذا لم تبدأ آبل بتصنيع هواتف آيفون داخل أمريكا، فسأفرض تعرفة بنسبة 25% على كل جهاز يتم تصنيعه في الخارج ويُباع هنا.”

لم تكن هذه المرة الأولى التي يُهاجم فيها ترامب شركة آبل، لكنه هذه المرة ذهب أبعد من مجرد التصريحات، ملوّحًا بإجراءات اقتصادية فعلية ستؤثر على واحدة من كبرى شركات التكنولوجيا في العالم.

لماذا الآن؟ خلفيات التصعيد المفاجئ

تأتي تصريحات ترامب بعد أن كشفت تقارير حديثة عن أن آبل تخطط لنقل ما يصل إلى 65% من إنتاج هواتف آيفون إلى الهند بحلول نهاية عام 2025. القرار الاستراتيجي جاء نتيجة ضغوط متزايدة لتقليل الاعتماد على الصين، في ظل التوترات التجارية والجيوسياسية.

ويبدو أن ترامب، الذي لطالما رفع شعار “أمريكا أولًا”، يرى في ذلك تفريطًا في فرص التصنيع المحلي وإضعافًا للاقتصاد الأمريكي.

ماذا تعني “تعرفة 25%” على آيفون؟

إذا تم تطبيق هذه التعرفة فعليًا، فستُجبر آبل على دفع رسوم إضافية على كل جهاز آيفون يتم تصنيعه خارج أمريكا ويُباع داخلها. هذه الزيادة ستُضاف على تكلفة الإنتاج والتوزيع، ما قد يرفع أسعار الآيفون بشكل كبير.

خبراء اقتصاد حذروا من أن هذا الإجراء قد يرفع سعر الآيفون إلى ما بين 2500 و3500 دولار، بسبب ارتفاع تكاليف العمالة والتصنيع داخل الولايات المتحدة، إضافة إلى افتقار البلاد للبنية التحتية اللازمة لتجميع مكونات معقدة مثل تلك الموجودة في آيفون.

ردود الفعل: الأسواق تتأرجح وآبل تحت المجهر

بمجرد انتشار تصريحات ترامب، هبط سهم شركة آبل بنسبة 2% في سوق الأسهم، فيما سجلت مؤشرات وول ستريت الأوروبية والأمريكية تراجعًا ملحوظًا. ويعود ذلك إلى مخاوف المستثمرين من تأثير القرار على أرباح آبل، التي تعتمد بشكل كبير على المبيعات داخل السوق الأمريكي.

في المقابل، لم تصدر آبل حتى لحظة كتابة المقالة أي تعليق رسمي على تهديدات ترامب، ما زاد من حالة الترقب في الأوساط التقنية والإعلامية.

صناعة آيفون: لماذا لا يُصنع في أمريكا؟

العديد من المحللين يرون أن تصنيع الآيفون في الولايات المتحدة شبه مستحيل في الوقت الراهن، لعدة أسباب:

  1. تكلفة العمالة المرتفعة: متوسط الأجر في المصانع الأمريكية أعلى بكثير من مثيله في آسيا.
  2. نقص في المهارات الدقيقة: عمليات التجميع المعقدة تتطلب مهارات متخصصة تنتشر أكثر في دول مثل الصين والهند.
  3. غياب سلاسل التوريد: أغلب مكونات الآيفون تأتي من موردين عالميين لا توجد لهم بنية تحتية في أمريكا.
  4. الجدوى الاقتصادية: تصنيع آيفون داخل أمريكا قد يرفع التكلفة بنسبة تزيد عن 100%، ما يُهدد مبيعات الشركة.

هل يمكن أن تنصاع آبل؟

من المستبعد أن تستجيب آبل لهذا الضغط بشكل مباشر. الشركة استثمرت مليارات الدولارات في خطوط إنتاج عالمية، وتُدير سلسلة توريد معقدة تعتمد على التنقل السريع للمكونات عبر عدة دول.

لكن من الممكن أن تقدم بعض التنازلات الرمزية مثل زيادة الإنتاج المحلي لبعض الموديلات أو توسيع مصانعها التجميعية في تكساس، دون أن تنقل كامل الإنتاج إلى الأراضي الأمريكية.

ترامب لا يستهدف آبل وحدها

اللافت في تصريحات ترامب أنه لم يكتف بآبل، بل أشار إلى أن أي شركة تبيع منتجاتها داخل أمريكا وتُصنّعها في الخارج ستكون هدفًا لتعريفات مماثلة، ومن بينها سامسونغ التي تصنّع العديد من أجهزتها في كوريا الجنوبية وفيتنام.

يبدو أن ترامب يريد إحياء سياسة “إعادة التصنيع” التي رفع شعارها خلال ولايته الأولى، لكنه هذه المرة يستخدم شركات التكنولوجيا العملاقة كوسيلة ضغط سياسي واقتصادي.

هل يدفع المستهلك الثمن؟

الإجابة المباشرة: نعم.
إذا فُرضت هذه التعرفة، فإن المستهلك الأمريكي سيكون أول من يدفع الثمن، سواء عبر ارتفاع أسعار الآيفون أو قلة توفر الأجهزة، وهو ما قد يدفع البعض إلى التحوّل إلى أجهزة أرخص أو حتى السوق السوداء.

كما أن شركات التكنولوجيا الأخرى قد تلجأ إلى تمرير هذه الرسوم على المستهلك أيضًا، مما يرفع أسعار الإلكترونيات عمومًا، في وقت يُعاني فيه الاقتصاد من معدلات تضخم مرتفعة.

في الختام: هل تهديد ترامب قابل للتطبيق؟

رغم أن ترامب لم يعد في السلطة حاليًا، إلا أن احتمالية عودته إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024 تجعل من تصريحاته محط اهتمام كبير. وإذا ما وصل ترامب فعلاً إلى الحكم، فإن هذه التعرفة قد تتحول من تهديد انتخابي إلى سياسة رسمية، ما سيُحدث هزة حقيقية في صناعة التكنولوجيا العالمية.

حتى ذلك الحين، ستواصل آبل تنفيذ خططها في الهند، بينما تبقى الأسواق والشركات والمستهلكون في حالة ترقب لأي تطور جديد في هذا الصراع المرتقب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *