
في تطور لافت قد يعيد الأمل للمدنيين في قطاع غزة، كشفت وثيقة مسرّبة صاغها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن اقتراح شامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس لمدة 60 يومًا، بضمانات من الولايات المتحدة، مصر، وقطر. الوثيقة، التي وُصفت بأنها أكثر المقترحات واقعية منذ بداية الحرب، تهدف إلى تمهيد الطريق نحو اتفاق طويل الأمد، مع تركيز كبير على تبادل الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية.
مضمون وثيقة ويتكوف

تشير الوثيقة إلى اتفاق متعدد المراحل، يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار، يلي ذلك تطبيق خطوات إنسانية وسياسية تدريجية تهدف إلى بناء الثقة بين الطرفين:
وقف إطلاق النار
تنص الوثيقة على وقف إطلاق النار الكامل والشامل لمدة 60 يومًا، يبدأ فور توقيع الاتفاق من قبل الأطراف. ويُعتبر هذا الوقف تمهيدًا للمرحلة الثانية، التي تتضمن حوارًا موسعًا بشأن تهدئة دائمة في قطاع غزة.
تبادل الأسرى
يتضمن المقترح إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين على قيد الحياة، إضافة إلى تسليم 18 جثة لجنود إسرائيليين، مقابل الإفراج عن عدد لم يُعلن عنه من الأسرى الفلسطينيين. كما تتضمن الوثيقة الإفراج عن 180 جثة لفلسطينيين تحتجزها إسرائيل، في خطوة إنسانية تهدف إلى التخفيف من التوتر.
ضمانات دولية
تقوم كل من الولايات المتحدة، مصر، وقطر بدور الضامن لتنفيذ بنود الاتفاق. وتكمن أهمية هذه الضمانات في تعزيز الثقة لدى الطرفين، خاصة مع وجود مخاوف من الانتهاكات المتكررة في الاتفاقات السابقة.
المساعدات الإنسانية
تشدد الوثيقة على إعادة هيكلة آلية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة. وبدلاً من الاعتماد على الشركات الخاصة، سيتم تسليم هذه المهمة إلى الأمم المتحدة والهيئات الإغاثية المعترف بها، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون عراقيل.
انسحاب تدريجي
تشير الوثيقة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي سيطرت عليها بعد مارس 2024، على أن يتم ذلك بشكل تدريجي وتحت إشراف دولي، مع بقاء الحق في العودة في حال فشل المرحلة السياسية.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أثارت الوثيقة تفاعلًا واسعًا على المستوى الدولي، حيث رحّبت الأمم المتحدة بالمقترح، واعتبرته خطوة أولى نحو إنهاء النزاع الدامي الذي استمر لعدة أشهر. كما عبّرت العديد من الدول الأوروبية عن دعمها لمبادرة ويتكوف، محذّرة في الوقت ذاته من أن أي تأخير في تنفيذها قد يؤدي إلى تصعيد جديد.
موقف حماس
رحّبت حركة حماس بالمبادرة، لكنها اشترطت أن يتضمن أي اتفاق ضمانات حقيقية لوقف شامل للنار، ورفع الحصار عن غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم.
الموقف الإسرائيلي
في المقابل، لم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية موقف رسمي حاسم، لكن مصادر قريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكدت أن هناك تحفظات على بعض بنود الاتفاق، خاصة ما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
تحديات التنفيذ
رغم التفاؤل النسبي الذي أثارته الوثيقة، إلا أن تنفيذها لا يخلو من التحديات:
- انعدام الثقة المتبادل بين الأطراف.
- ضغط الجماعات اليمينية في إسرائيل التي تعارض أي نوع من التنازل.
- الوضع الإنساني المتدهور في غزة، ما قد يؤدي إلى تدهور سريع في حال فشل التنفيذ.
- الانقسامات الفلسطينية الداخلية التي قد تعرقل التنسيق.
هل تشكّل الوثيقة بداية لنهاية الحرب؟
إذا ما تم تنفيذ بنود وثيقة ويتكوف كما هي، فإنها قد تفتح نافذة جدية نحو السلام في غزة، خصوصًا إذا ما التزمت الأطراف بالبنود الإنسانية والسياسية المقترحة. ومن شأن الدور الأمريكي، إلى جانب مصر وقطر، أن يشكّل مظلة ضغط مناسبة لتطبيق الاتفاق.
لكن في الوقت نفسه، يتطلب نجاح الوثيقة استعدادًا حقيقيًا من جميع الأطراف لتقديم تنازلات، وتغليب مصلحة المدنيين على المكاسب السياسية.
خاتمة
وثيقة ويتكوف تمثل لحظة حاسمة في مسار الحرب على غزة. فهي ليست مجرد ورقة تفاوضية، بل خارطة طريق نحو تهدئة محتملة طال انتظارها. ومع دخول الوساطات الدولية بقوة على الخط، يبقى الأمل معقودًا على أن تنتقل هذه المبادرة من الحبر على الورق إلى واقع يحقن الدماء ويعيد الحياة للمدنيين في قطاع غزة.
[…] الإسرائيلي. الحدث وقع وسط حالة من الفوضى التي تعم القطاع نتيجة الحرب المستمرة والحصار الخانق، وهو ما يطرح […]
[…] خطة ويتكوف، التي صاغها المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تقوم على مجموعة من البنود الأساسية التي تشمل: […]
[…] بنود مقترح ويتكوف […]