Palestinian children look through burned sacks of grain Tuesday after an Israeli airstrike hit a school in Gaza City. (Omar Al-Qattaa/AFP/Getty Images)
تصعيد دولي ضد إسرائيل: ضغوط أوروبية غاضبة بسبب "تجويع غزة" ومطالب عاجلة بفتح الممرات الإنسانية

تواجه إسرائيل موجة غير مسبوقة من الضغوط الأوروبية، في وقت تتصاعد فيه المعاناة الإنسانية في قطاع غزة الذي يشهد حصارًا خانقًا منذ أشهر، وسط تصاعد العمليات العسكرية المستمرة. وتأتي هذه الضغوط في ظل تحذيرات دولية من أن الأوضاع في غزة باتت على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة.

100 شاحنة مساعدات يوميًا؟ أوروبا تصفها بـ”المهزلة”

أعلنت إسرائِيل أنها ستسمح بدخول 100 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا إلى قطاع غزة، إلا أن هذا الإعلان لم يلقَ ترحيبًا دوليًا، بل قوبل بانتقادات حادة من عدة عواصم أوروبية.

وصف وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، هذه الخطوة بأنها “غير كافية إطلاقًا”، معتبرًا أن الأوضاع الحالية تتطلب مساعدات عاجلة وكبيرة، وليس “حلولًا تجميلية”. وذهب إلى حد اتهام إسرائيل بالتقاعس عن واجبها الإنساني، مشيرًا إلى أن “الطفل الغزي لا يستطيع الانتظار قرارات سياسية متأخرة”.

بيان ثلاثي نادر: بريطانيا وفرنسا وكندا تتحد

في خطوة دبلوماسية نادرة، أصدرت كل من فرنسا والمملكة المتحدة وكندا بيانًا مشتركًا دانت فيه التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة، داعية إلى فتح عاجل وغير مشروط للممرات الإنسانية. وهددت الدول الثلاث باتخاذ إجراءات إضافية ضد إسرائِيل إذا لم تلتزم بتسهيل دخول المساعدات.

نتنياهو يرد بعنف: لا مكافآت لحماس

من جانبه، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذه التصريحات الأوروبية بغضب، معتبرًا أنها تمثل “مكافأة ضخمة لحركة حماس”، على حد تعبيره. وأكد أن “إسرائيل لن تسمح بأن يتحول الضغط الدولي إلى منصة دعم للإرهاب”، مشددًا على أن أمن إسرائِيل “فوق كل اعتبار”.

أين الشاحنات؟ مساعدات على الورق فقط

على الرغم من إعلان إسرائيل عن إدخال 100 شاحنة مساعدات يوميًا، كشفت مصادر في الأمم المتحدة أن خمس شاحنات فقط، جميعها تحمل “طعام أطفال”، وصلت بالفعل إلى معبر كرم أبو سالم، لكنها لم تدخل بعد إلى غزة. وقال توم فليتشر، أحد مسؤولي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن “المساعدات لا تزال على الجانب الآخر من الحدود، ولم تصل للمحتاجين حتى الآن”.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

منذ مارس الماضي، تمنع السلطات الإسرائيلية دخول الغذاء والدواء والوقود إلى غزة، ضمن سياسة ضغط لإجبار حركة حماس على الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين. لكن منظمات الإغاثة وحقوق الإنسان اعتبرت هذه الخطوة عقابًا جماعيًا، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

هل يتغير الموقف الدولي؟

مع استمرار التدهور الإنساني في غزة وتزايد عدد الضحايا المدنيين، تبدو أوروبا في مفترق طرق، بين الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، أو اتخاذ مواقف أكثر صرامة لحماية المدنيين الفلسطينيين. فهل نشهد قريبًا تحركات ملموسة تنهي هذا الحصار، أم أن البيانات ستبقى مجرد حبر على ورق؟

One thought on “تصعيد دولي ضد إسرائيل: ضغوط أوروبية غاضبة بسبب “تجويع غزة” ومطالب عاجلة بفتح الممرات الإنسانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *